والتتر قد دخلوا إلينا، فوقع في رأسي سهم نشّاب فاختلط دماغي ووقعت بين القتلى، وقتل كل من كان في البستان. فلما كان في الليل قمت ومشيت. ووقع لي من أوصلني إلى العسكر ومرضت وعميت، وأبقى (^١) عليّ السلطان الشهيد الملك المنصور جامكيّتي التي كانت لي في الديوان، والراتب فأنا أتناوله إلى الآن» (^٢).
ومن شعر «شافع» بعد عماه:
أضحى وجودي برغمي في الورى عدما ... إذ ليس لي فيهم ورد ولا صدر
عدمت عيني ومالي فيهم أثر ... فهل وجود ولا عين ولا أثر (^٣)
وله وقد ليم على الاستكثار من شراء الكتب:
وما شغفي بالكتب إلاّ لأنها ... تسامرني من غير غيّ ولا ضجر
وأحسن من ذا أنها في صحابتي ... تجنّب تكليفي وتقنع بالنظر
وله يذكر ميله إلى فنّ النحو:
لقد ضاق صدري من مقاساة من غدا ... يطالع لي أو سامر همّه فكري
وعمري لولا النحو والميل نحوه ... لما كنت محتاجا لزيد وعمرو
ويبدو أن زوجته احتاجت إلى المال بعد وفاته، وكانت تعرف ثمن كل كتاب من كتبه، فبقيت تبيع منها إلى سنة ٧٣٩ هـ. حيث غادرت القاهرة بعدها.
مؤلفاته:
اجتمع المؤرّخ «صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي» بالمؤلّف في سنة ٧٢٨ هـ. بالقاهرة، وتبادلا إنشاد الشعر، والكتابة النثرية، وطلب منه «الصفدي» إجازة بجميع مرويّاته من كتب الحديث وأصنافها، ومصنّفات العلوم على اختلافها، وغير ذلك من قراءة أو سماع أو إجازة أو مناولة أو وصيّة، وصدّر استدعاءه المؤرّخ في مستهلّ جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين وسبعمائة بقوله:
_________
(^١) في أصل النص: «وأبقا».
(^٢) النص في: تاريخ حوادث الزمان وأنبائه ووفيات الأكابر والأعيان من أبنائه، لابن الجزري - مخطوط كوبريلي ١٠٣٧ - وقد قمت بتحقيقه ويصدر عن دار المكتبة العصرية، صيدا - بيروت، رقم الترجمة ٤٥٢.
(^٣) الوافي بالوفيات، للصفدي ١٦/ ٨٢، أعيان العصر، له (مصوّر) ج ١/ ٤٢١، الدرر الكامنة، لابن حجر ٢/ ١٨٥، المنهل الصافي، لابن تغري بردي ٦/ ١٩٧.
1 / 7