الطاهر، ونجله الزاهر، فعمد إلى أكبر أمراء دولته، وزعماء مملكته، ورأس مشوره، وواسطة عقد درره، وأجلّهم نوعا وجنسا، وأكثرهم بسلطنته الشريفة أنسا، وأتمّهم صورة ومعنى، وأعمرهم قلبا ومغنى. وأجلّهم خلقا وخلقا، / ١١ أ / وأشرفهم صداقة وصدقا. وأعلاهم من سلطنته محلاّ، وأمضاهم سيفا، وإذا كانت السيوف عاطلة كان هو السيف المحلاّ (^١)، بجواهر اصطفائه، وأحسن السيوف ما كان محلاّ، وهو فلان، فخطب إليه عقيلته التي دلّ شرف إبائها وآيائها، المتلمّحان (بما لحسن النظر) (^٢) في ثخانة خبائها. في أحسن الصّور، المحجّبة حتى عن الشمس و﴿الشَّمْسُ﴾ لا ﴿يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ﴾ (^٣). وركن إليه فها وإن لم تتساوى (^٤) الرتب، وعوّل عليها وإن سمت (سلطنته) (^٥) عن خطبة أمره من إليه خطب. وهل من أحصر كمن بثّ حديث الفخار فأحسن نثا وبثّا، ثمّ وليس الذّكر - (كما في محكم التنزيل) - كالأنثى (^٦) إلاّ أنّ هذه قاربت وقارنت، وعيّنت وعاينت، وأذّنت وأذنت، وأهلّت وأهلّت. ولا شبهة في أن البيت بساكنه، والجوهر بحسن معادنه، والثوب بلابسه، والنور بقابسه. والجواد براكبه، والسيف بضاربه، والقلم بكاتبه. والمكتوب إليه بمكاتبه، واللواء بعاقده، والدّرّ بناقده، والعقد بثمينه، والذكر الحكيم / ١٢ أ / بمبينه. والقوس بباريها، والكتيبة بمباريها.
وقد اقتضى هذا التفصيل جملة هذا التفصيل، وهذا التفريع إجلال هذا التأصيل، وهذا البكور إمتاع هذا الأصيل. وليس بأول مملوك رفع مالكه لا بل ملكه من قدره، ولا بأوّل مأمور نوّه أمره من ذكره. والأقدار على قدر معليها، والقيمة بحسب مغليها، والهدايا على قدر (^٧) المهداة إليه في هذا المحلّ ولا أقول مهديها. وحين جرت الصدقات السلطانية على مألوف درر اقتنائه وإلفيّها، ومعهود عهاد سحب إندامه الدّارّة في كلّ دار ووليّها. أن يتلى ما يقضي بنفي التحريم بما للتحليل من إيجاب. وأن يجعل بسم الله الرحمن
_________
(^١) هكذا، والصواب: «المحلّى».
(^٢) عن الهامش.
(^٣) اقتباس من سورة يس، الآية ٤٠ لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ.
(^٤) كذا، والصواب: «لم تتساو»، والجملة مشوّشة في الأصل.
(^٥) عن الهامش.
(^٦) سورة آل عمران، الآية ٣٦.
(^٧) كتب فوقها: «مقدار» بين السطرين.
1 / 34