وفروسيّته. وإن تلمّحت آراؤه (^١) ألفي الصواب مكتنفا بجوانبها، والسّداد محيطا بمذاهبها.
كمولانا السلطان الملك المنصور، السيّد، الأجلّ، العالم، العادل، المؤيّد، المظفّر، سيف الدنيا والدين (سلطان الإسلام والمسلمين) (^٢)، قامع الخوارج والمتمرّدين، محّيي العدل في العالمين، أبي الفتح قلاون الصالحي، خلّد الله ملكه، فإنه أتمّ الملوك خلقا وخلقا، وأحسنهم وجاهة ووجها طلقا، وأطوعهم باعا، وأجلّهم أوضاعا، وأكثرهم إقداما، وأثبتهم أقداما، وأشرفهم أياما، وأوفرهم من العدل / ٣ أ / والإحسان أقساما. وقد تدارك الله به الأمّة، وأوضح به سداد أحوالهم وقد كان أمرهم عليهم غمّة. فكان نصر الله فجاء هو والفتح المبين، وسببه إلاّ أنه السبب المتين.
ملك أغاث الله إذ وافا (^٣) ... به بعد ما كادت تزيغ قلوب
وأتى ونيران الضغائن تصطلى ... وبها قلوب المخلصين تذوب
فيه وقد أمّ الرعيّة أخمدت ... ولقد لها لولا سطاه لهيب
وكنت قد باشرت خدمته كاتب إنشاء سفرا وحضرا، ووردا وصدرا، ومعاني وصورا، وآيات وسورا، وخبرا وخبرا، وتأثيرا وأثرا. وكتبت عنه سرّا وجهرا. وشهدت وقائعه برّا وبحرا. واطلعت على ما لم يطّلع عليه غيري بمشافهته. وعلمت من أحواله ما لم يعلمه إلاّ كاتب سرّه بوساطة مشاركته. وحضرت مهادنته وموادعته. وكتبت بما استقرّ منها، وحرّرت نسخ الأيمان له وعليه. وأوضحت من شكوكها مبهمه، فأوجب على ذلك أن أسطّره (عند المثول بين يديه) (^٤) محاسن أيامه الزاهرة، وأن أثبّتها لتغدو على ألسنة الأقلام على الدوام والاستمرار سائره، وأنا أشرع وبالله التوفيق.
_________
(^١) في الأصل: «آراه».
(^٢) ما بين القوسين عن الهامش.
(^٣) الصواب: «وافى».
(^٤) ما بين القوسين عن الهامش.
1 / 24