[1.14.5]
قال مطرف الناس ثلاثة ناس ونسناس وناس غمسوا في ماء الناس وكان يقال أربع خلال يسودن العبد الأدب والعفة والصدق والأمانة. ومر عمر بن الخطاب بقوم يتبعون رجلا قد أخذوا في ريبه فقال لا مرحبا بهذه الوجوه التي لا ترى إلا في الشر.
[1.14.6]
ومن تتبع أحوال الناس وأسبابهم لم يجد رجلين متساويين في خلق ولا خلق ولا فعال وكيف يستوي اثنان والواحد في نفسه لا تتساوى أعضاؤه ولا تتكافؤ مفاصله بل لبعضها الفضل على بعض فللرأس الفضل على جميع البدن بالعقل والحواس الخمس وللقلب الفضل على حشوة البطن بالمعرفة والفهم وكانت الحكماء تقول الإنسان ... فؤاده ويشبهونه في البدن بالملك ولليمين الفضل على الشمال وللإبهام الفضل على الخنصر. وترى الرجل يكسو رأسه الخز وبدنه الكرابيس ورجليه الجلود ولا يحسن به أن يخالف هذه الهيئة فيجعل الكرباسة لرأسه والخز لبدنه أو رجله ولا عيب على الرجل ... والعيب القبيح في ... الشريف ... الخسيس من ... أشراف لأنهم شبهوا بالشرف من ... وهو الرأس. ودخل رجل على عيسى بن موسى وعنده ابن شبرمة فقال لابن شبرمة أتعرفه؟ قال نعم إن له لبيتا وشرفا وقدما. ولم يكن يعرفه وإنما أراد بالشرف أعلاه وبالبيت بيته الذي يأوي إليه وبالقدم قدمه التي يمشي عليها. وكذلك قيل أيضا رؤساء وقيل للأدنياء السفلة لأنهم شبهوا بسفلة البعير وهي قوائمه.
[1.14.7]
وتأويل هذه الأحاديث أن النبي صلى الله عليه بعث والناس على عصبية العشائر وتحزب القبائل والفخر بالمآثر والتقديم عليها والتعاير بالملائم والتأخير بها وكانوا يأخذون دية القتيل على قدر أسرته فربما ودوا الواحد دية اثنين وربما ودوا اثنين دية واحد وربما قتلوا بالواحد عددا وربما اختلف الفريقان واتفقوا على أن ... الآخرون عليهم القصاص ... الإسلام. حدثني السجستاني قال حدثنا الأصمعي قال ... بن حيان عن هشام بن عقبة أخي ذي الرمة ... قال شهدت الأحنف وفد أعالى قوم في دم فتكلموا فقال احتكموا قالوا نحكم ديتين قال ذاك لكم فلما سكتوا قال ما أعطيتكم كما أعطيتكم وأنا قائل لكم شيئا إن الله تبارك وتعالى قضى بدية وإن العرب تعاطي بينها دية وأنتم اليوم طالبون وأخشى أن تكونوا غدا مطلوبين فلا يرضى الناس عنكم إلا بمثل ما سننتم على أنفسكم فانظروا فقالوا قد ردها الله إلى دية. فحمد الله وأثنى عليه ثم قام ليركب قال فرأيت رداءه مشمرا فوق قميصه وقميصه مشمرا فوق إزاره. فأعلمهم رسول الله صلى الله عليه أنه لا فضل لأحد على أحد في أحكام الدين لشرف ولا ملك ولا عز عشيرة وقال كل مأثرة كانت في الجاهلية فهي تحت قدمي هاتين فمن قتل نفسا قتل بها ومن سرق قطعت يده ومن زنا حد ومن فقأ عينا فقئت عينه ... من الإبل لا يزاد عليه ... الأحكام كطف الصاع ... نحن عند الله في الثواب ... فالتفضل والعفو.
[1.14.8]
وأما قول النبي صلى الله عليه فينبغي إن كان لك مال فلك حسب وإن كان لك خلق فلك مروءة وإن كان لك تقى فلك دين وقول عمر بن الخطاب حسب الرجل ماله وكرمه دينه ومروءته خلقه فإن الحسب ما أعلمتك من فضائل الآباء وقد يكون الرجل لا شرف لآبائه ويكون له مال فيصطنع المعروف ويعتقد الدين فتنبسط الألسنة فيه بجميل الذكر والشكر فيقوم المال له مقام الحسب فيكون حسيبا إذ قام بها أمه قال الشاعر [بسيط]
آلمال يزري بأقوام ذوي حسب
وقد يسود غير السيد المال
وأنشد الرياشي [بسيط]
ناپیژندل شوی مخ