فإن يك مصفورا فهذا دواؤه
وإن يك غرثانا فذا يوم يشبع
وقال الحطيئة [كامل]
أعددت للضيفان كلبا ضاريا
عندي وفضل هراوة من أرزن
ومعاذرا كذبا وجها باسرا
وتشكيا عض الزمان الألزن
وهذا شر القوم وليس من الناس صنف إلا وفيه الخير والشر على ذلك أسست الدنيا وعليه درج الناس ولولا أحدهما ما عرف الآخر وإنما يقضى بأغلب الأمور ويحكمون بأشهر الأخلاق وليس في ثلاثة من الشعراء أو أربعة ما هدر مكارم أخلاق آلاف من الناس وبدد صنائعهم.
[1.9.5]
فهذا كعب بن مامة آثر بنصيبه من الماء رفيقه النمري حتى مات عطشا وهذا حاتم الطائي قسم ماله بضع عشرة مرة ومر في سفره على عنزة وفيهم أسير فاستغاث به ولم يحضره شيء فاشتراه من العنزيين فخلاه وأقام مكانه في القد حتى أدى فداءه وكل فخر في طيئ فهو راجع إلى نزار ولهم الجبلان وهما بنجد وأخذهم بآدابهم وتخلقهم بأخلاقهم وهذا عدي شاطر ابن دارة الشاعر ماله وهذا معن في الإسلام كان يقال فيه حدث عن البحر ولا حرج وعن معن ولا حرج وأتاه رجل يستحمله فقال يا غلام أعطه فرسا وبرذونا وبغلا وعيرا وبعيرا وجارية ولو عرفت مركوبا غير هذا لأعطيتكه وهذا نهيك بن مالك بن معاوية باع إبله وانطلق بأثمانها إلى منى فأنهبها والناس يقولون مجنون فقال [رجز]
لست بمجنون ولكني سمح
أنهبكم مالي إذا عز القمح
وهذا شيء يكثر جدا ويتسع القول فيه ويخرج الكتاب من فنه باستقصائه وكان غرضنا في هذا الكتاب أن ننبه بالقليل من كل شيء في عيون الأخبار.
[1.9.6]
ناپیژندل شوی مخ