ألف من الزبانية في يد كل واحد منهم مرزبة من نار لو ضربت جبال الأرض لاحترقت الجبال وتدكدكت وكلما ضربني الملك بواحدة من تلك المرازب أشتعل في النار وأحترق فيحييني الله تعالى ويعذبني بظلمي على عباده أبد الآبدين وكذلك وكل الله تعالى بعدد كل شعرة في بدني حية تلسعني وعقربا تلدغني وكل ذلك أحس به كالحي في دنياه فتقول لي الحيات والعقارب هذا جزاء ظلمك على عباده ثم سكتت الجمجمة فبكى جميع عسكر أمير المؤمنين وضربوا على رءوسهم وقالوا يا أمير المؤمنين جهلنا حقك بعد ما أعلمنا رسول الله ص وإنما خسرنا حقنا ونصيبنا فيك وإلا فأنت ما ينقص منك شيء فاجعلنا في حل مما فرطنا فيك ورضينا بغيرك على مقامك فنحن نادمون فأمر ع بتغطية الجمجمة فعند ذلك وقف ماء النهر من الجري وصعد على وجه الماء كل حيوان وسمك كان في النهر فتكلم كل واحد منها مع أمير المؤمنين ع ودعا وشهد له بإمامته وفي ذلك يقول بعضهم
سلامي على زمزم والصفا
سلامي على سدرة المنتهى
لقد كلمتك لدى النهروان
نهارا جماجم أهل الثرى
وقد بدرت لك حيتانها
تناديك مذعنة بالولاء
خبر آخر قال عمار بن ياسر رض كنت مع مولاي أمير المؤمنين ع وقد خرج من الكوفة إذ عبر بضيعة يقال لها النخلة على بعد فرسخين من الكوفة فخرج منها خمسون رجلا من اليهود وقالوا أنت الإمام علي بن أبي طالب فقال ع أنا هو فقالوا لنا صخرة مذكورة في كتبنا عليها اسم ستة من الأنبياء ونحن نطلب الصخرة فلم نجدها فإن كنت إماما أوجد لنا الصخرة فقال ع اتبعوني فسارع القوم خلفه إلى أن توسط بهم البر وإذا بحبل من الرمل عظيم فقال ع أيتها الريح انسفي الرمل عن الصخرة بإذن الله تعالى فما كان إلا ساعة حتى نسفت الرمل عن الصخرة
مخ ۷۳