تلك النسوة وأخرجهن من البيت وإذا أنا بأربع نسوة قد دخلن عليها وعليهن ثياب من حرير بيض وإذا روائحهن أطيب من المسك الأذفر فقلن السلام عليك يا ولية الله فأجابتهن بذلك فجلسن بين يديها ومعهن جونة من فضة فما كان إلا قليلا حتى ولد أمير المؤمنين ع فلما أن ولد بينهن فإذا به قد طلع ع فسجد على الأرض وهو يقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا رسول الله تختم به النبوة وتختم بي الوصية فأخذته إحداهن من الأرض ووضعته في حجرها فلما حملته نظر إلى وجهها ونادى بلسان طلق يقول السلام عليك يا أماه فقالت وعليك السلام يا بني فقال كيف والدي قالت في نعم الله عز وجل فلما أن سمعت ذلك لم أتمالك أن قلت يا بني أولست أنا أباك فقال بلى ولكن أنا وأنت من صلب آدم فهذه أمي حواء فلما سمعت ذلك غضضت وجهي ورأسي وغطيته بردائي وألقيت نفسي حياء منها ع ثم دنت أخرى ومعها جونة مملوءة من المسك فأخذت عليا ع فلما نظر إلى وجهها قال السلام عليك يا أختي فقالت وعليك السلام يا أخي فقال ما خبر عمي قالت بخير فهو يقرأ عليك السلام فقلت يا بني من هذه ومن عمك فقال هذه مريم ابنة عمران ع وعمي عيسى ع فضمخته بطيب كان معها من الجنة ثم أخذته أخرى فأدرجته في ثوب كان معها فقال أبو طالب لو طهرناه كان أخف عليه وذلك أن العرب تطهر مواليدها في يوم ولادتهم فقلن إنه ولد طاهرا مطهرا لأنه لا يذيقه الله حر الحديد إلا على يدي رجل يبغضه الله تعالى وملائكته والسماوات والأرض والجبال وهو أشقى الأشقياء فقلت لهن من هو قلن هو عبد الله بن ملجم لعنه الله تعالى وهو قاتله بالكوفة سنة ثلاثين من وفاة محمد ص قال أبو طالب فأنا كنت أستمع قولهن ثم أخذه محمد بن عبد الله أخي من أيديهن ووضع يده في يده وتكلم معه وسأله عن كل شيء فخاطب محمد ص عليا وخاطب علي محمدا بأسرار
مخ ۵۸