مخذولا لأن أبا لهب كان من الفراعنة المبغضين لرسول الله ص ثم انقلب عبد المطلب إلى جنبه وأقبل بوجهه على أبي طالب ألقى إليه النبي لأنه لم يكن في أولاد عبد المطلب أرفق برسول الله ص وأميل منه ثم أنشأ عبد المطلب يقول.
أوصيك يا عبد مناف بعدي
بواحد بعد أبيه فرد
فارقه وهو ضجيع المهد
فكنت كالأم له في الوجد
ألصقه بين الحشا والكبد
حتى إذا خفت فراق الوجد
أوصيت أرجى أهلنا بالود
لابن الذي غيبته في اللحد
بالكره مني ثم لا بالعمد
وخيرة الله يشأ في العبد
. ث م قال عبد المطلب يا أبا طالب إنني ألقي إليك وصيتي قال أبو طالب وما هي قال يا بني أوصيك بعدي بقرة عيني محمد ص فأنت تعلم محله مني ومقامه لدي فأكرمه بأجل الكرامة ويكون عندك ليله ونهاره ما دمت في الدنيا الله ثم الله في حبيبه ثم قال لأولاده أكرموا وجللوا محمدا ص وكونوا عند إعزازه وإكرامه فسترون منه أمرا عظيما عليا وسترون آخر أمره ما أنا أصفه عند بلوغه فقالوا بأجمعهم السمع والطاعة يا أبانا نفديه بأنفسنا وأموالنا ونحن له فدية قال أبو طالب قد أوصيتنا بمن هو أفضل مني ومن إخواني قال نعم ولم يكن في أعمام النبي ص أرفق من أبي طالب قديما وحديثا بأمر محمد ص ثم قال إن نفسي ومالي دونه فداء أنازع معاديه وأنصر مواليه فلا يهمنك أمره قال الواقدي ثم إن عبد المطلب غمض عينيه وفتحهما ونظر قريشا وقال يا قوم أليس حقي عليكم واجبا فقالوا بأجمعهم نعم حقك على الكبير والصغير واجب فنعم القائد ونعم السائق فينا كنت فجزاك الله تعالى عنا خيرا وهون عليك سكرات الموت وغفر لك ما سلف لك من ذنوبك فقال عبد المطلب أوصيكم بولدي محمد بن عبد الله فأحلوه محل الكرامة فيكم وبروه ولا تجفوه ولا تستقبلوه بما يكره
مخ ۴۵