أبهى ولا أجمل منه بحيث إذا نظر الناظر في أي جهة منه وإلى أي بقعة أو مكان منه تحير فيما ينظر إليه من حسنه وكانت فيه طلسمات من أيام اليونان فلا يدخل هذه البقعة شيء من الحشرات بالكلية لا الحيات ولا العقارب ولا الخنافس ولا العناكب ويقال ولا العصافير أيضا تعشش فيه ولا الحمام ولا شيء مما يتأذى به الناس وأكثر هذه الطلسمات وكلها احترقت لما وقع فيه الحريق وكان ذلك في ليلة نصف شعبان سنة إحدى وستين وأربعمائة وكان الوليد كثيرا ما يصلي في هذا المسجد.
وفي كتاب أبي الحسن بن شجاع الربعي بسنده إلى المغيرة المقبري أن الوليد قال ليلة من الليالي للقوم: أريد أن أصلي الليلة في المسجد فلا تتركوا فيه أحدا حتى أصلي فيه فأتى باب الساعات واستفتح الباب ففتح له فدخل من باب الساعات فإذا رجل بين باب الساعات وباب الخضر من الساعات، فقال للقوم: ألم آمركم أن لا تتركوا أحدا يصلي الليلة في المسجد فقال بعضهم يا أمير المؤمنين: هذا الخضر يصلي كل ليلة في المسجد (1).
وروى صاحب كتاب الأنس عن سفيان الثوري أن الصلاة في مسجد دمشق بثلاثين ألف صلاة.
وبسنده إلى نافع مولى أم عمرو بنت مروان عن رجل سماه أن واثلة بن الأسقع خرج من باب المسجد الذي يصلي فيه في جيرون فلقي كعب الأحبار فقال له: أين تريد فقال أريد بيت المقدس لأصلي فيه فقال: تعال أريك موضعه أو قال موضعا في هذا المسجد من صلى فيه فكأنما صلى في البيت المقدس قال فذهب فإذا ما بين الباب الأصغر الذي يخرج منه إلى الحنية يعني القنطرة الغربية، وقال: من صلى فيما بين هاتين فكأنما صلى في بيت المقدس قال واثلة ابن الأسقع: إنه لمجلسي ومجلس قومي (2).
مخ ۳۳۶