الأمان من أبي عبيدة وهو على باب الجابية بالصلح فاختلفوا، ثم اتفقوا على أن جعلوا نصف البلد صلحا ونصفه عنوة فأخذوا نصف هذه الكنيسة الشرقي فجعله أبو عبيدة مسجدا، وكان قد صارت إليه إمرة الشام فكان من صلى فيه أبو عبيدة، ثم الصحابة بعده في البقعة التي يقال لها: محراب الصحابة، ولكن لم يكن الجدار مفتوقا بمحراب محني وإنما كان الصحابة يصلون عند هذه البقعة المباركة، وكان المسلمون والنصارى يدخلون من باب واحد، وهو باب المعبد الأصلي الذي كان من جهة القبلة مكان المحراب الكبير اليوم فينصرف النصارى إلى جهة الغرب إلى كنيستهم، ويأخذ المسلمون يمينه إلى مسجدهم، ولا يستطيع النصارى أن يجهروا بقراءة كتابهم ولا يضربوا بناقوسهم إجلالا للصحابة، ومهابة وخوفا، وبنى معاوية في أيامه على الشام دار الإمارة قبلي المسجد الذي كان للصحابة، وبنى فيها قبة خضراء ففرغت الدار بكمالها فسكنها معاوية أربعين سنة، ثم لم يزل الأمر كما ذكرنا من سنة أربعة عشر إلى سنة ثمانين في ذي القعدة منها وقد صارت الخلافة إلى الوليد في شوال منها فعزم على أخذ بقية هذه الكنيسة وأضاف فيها إلى ما بأيدي المسلمين منها وجعل الجميع مسجدا واحدا وذلك لتأذي بعض المسلمين بسماع قراءة النصارى في الإنجيل ورفع أصواتهم فأحب أن يبعدهم عن المسلمين وأن يضيف ذلك المكان إلى هذا فيكبر به المسجد الجامع فطلب النصارى وسألهم أن يخرجوا له من المكان الذي بأيديهم ويعوضهم إقطاعات كثيرة عرضها عليهم وأن يقر لهم أربع كنائس لم تدخل في العهد وهي كنيسة مريم وكنيسة المصلين وكنيسة تل الجبن وكنيسة أم حميد التي بدرب الصقيل فأبوا ذلك أشد الإباء فقال: ائتونا بعهدكم الذي بأيديكم من زمن الصحابة فأتوا به فقرئ بحضرة الوليد فإذا كنيسة توما التي كانت خارج باب توما عند النهي لم تدخل في العهد وكانت فيما يقال أكبر من كنيسة مر يحنا فقال: أنا أهدمها وأجعلها مسجدا فقالوا: بل اتركها أمير المؤمنين وما ذكر
مخ ۳۲۹