18- ابن عقدة، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن إسحاق بن يزيد، قال:
حدثنا جعفر بن سليمان
عن أبي هارون العبدي، قال: لقيت أبا سعيد الخدري فقلت له: هل شهدت بدرا؟ فقال: نعم. فقلت: ألا تحدثني بشيء سمعته من رسول الله في حق علي وفضله؟ قال: بلى أخبرك أن رسول الله صلى الله عليه وآله مرض مرضة ثم نقه منها. فدخلت عليه فاطمة تعوده وأنا جالس عن يمين رسول الله فلما رأت رسول الله وما به من الضعف سبقتها العبرة، فقال لها رسول الله: «ما يبكيك يا فاطمة؟ أما علمت أن الله تعالى أطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها أباك فبعثه نبيا، ثم أطلع ثانية فاختار منها بعلك فأوحى إلي فأنكحته إياك واتخذته وصيا، أما علمت أنك بكرامة أباك زوجك أعلمهم علما، وأكثرهم حلما، وأقدمهم سلما». فضحكت واستبشرت.
فأراد رسول الله أن يزيدها من مزيد الخير كله الذي قسمه لمحمد وآل محمد وما أعده لهم من الكرامة، فقال: «يا فاطمة ولعلي ثمانية أضراس- يعني مناقب-:
إيمان بالله ورسوله وحكمته، وزوجته فاطمة، وولداه الحسن والحسين، وأمره بالمعروف، ونهيه عن المنكر. يا فاطمة إنا أهل بيت اعطينا ست خصال لم يعطها أحد من الأولين ولا يدركها أحد من الآخرين: منا نبيا خير الأنبياء وهو أبوك، ووصينا خير الأوصياء وهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء وهو حمزة عم أبيك، ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك، ومنا مهدي هذه الأمة الذي عيسى بن مريم
مخ ۲۵