د ابو حنيفه ښکلاوې او خبرونه
فضائل أبي حنيفة وأخباره لابن أبي العوام
ژانرونه
127 - حدثني أبي قال: حدثني أبي قال: في كتابي من حديث أحمد ابن حفص بن عبد الله السلمي وقد سمعته عنه، عن أبي جعفر أحمد بن يعيش، عن حفص بن عبد الرحمن، عن أبي يوسف قال: بلغ بعض الخوارج أن أبا حنيفة لا يكفر أحدا من المسلمين بذنب فوفد إليه أربعون رجلا عليهم السلاح، فقدموا الكوفة، فأتوا حلقة أبي حنيفة وهو جالس فيها، وبأيديهم سيوفهم قد انتضوها، فقالوا: يا أبا حنيفة هذا آخر أيامك من الدنيا وأول أيامك من الآخرة، قد أتيناك بمسألتين، وهما من أشد مسائلنا، فإن خرجت منهما، وإلا أتينا على نفسك، فقال لهم أبو حنيفة: أتريدون أن تسألوني؟ قالوا: نعم، قال: اغمدوا سيوفكم فقد هالني بريقها، فقالوا: كيف نغمدها ونحن نريد أن نخضبها من دمك، قال: تكلموا، قالوا: ما تقول في رجل شرب خمرا حتى سكر، ثم لم يزل يقيء حتى مات في قيئه غرقا؟ وفي امرأة زنت فحملت من الزنا ثم شربت شيئا حتى أسقطت وماتت من ذلك؟ فقال أبو حنيفة: #91# أمن اليهود كانا؟ قالوا: لا، قال: أفمن النصارى كانا؟ قالوا: لا، قال: أفمن المجوس كانا؟ قالوا: لا، قال: فمن أي الأديان كانا؟ قالوا: من المسلمين ممن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فقال أبو حنيفة: ويقران بما جاء من عند الله؟ قالوا: نعم، فقال: أخبروني عن هذا الكلام أهو من الكفر أو من الإيمان؟ قالوا: من الإيمان، قال: كم هو من الإيمان نصفه أو ثلثه أو ربعه؟ قالوا: الإيمان لا نصف له ولا ثلث ولا ربع، بل هو الإيمان كله، قال: فقد شهدتم لهما بالإيمان، قالوا: دعنا من هذا وأخبرنا أهما من أهل الجنة أو من أهل النار؟ فقال أبو حنيفة: أقول كما قال نبي الله جل وعز نوح عليه السلام في قوم كانوا أعظم جرما منهما: {قال وما علمي بما كانوا يعملون. إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون. وما أنا بطارد المؤمنين} وأقول كما قال خليل الرحمن جل وعز في قوم كانوا أعظم جرما منهما: {فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم}، وأقول كما قال عيسى عليه السلام في قوم كانوا أعظم جرما منهما: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}، وأقول كما أنزل الله عز وجل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {ولا أقول لكم عندي خزائن الله} -إلى قوله- {إني إذا لمن الظالمين}. فقالوا جميعا: فرجت عنا فرج الله عنك، ونحن نستغفر الله عز وجل من جميع ما كنا عليه ورجعوا.
مخ ۹۰