206

فضائح د باطنیانو

فضائح الباطنية

پوهندوی

عبد الرحمن بدوي

خپرندوی

مؤسسة دار الكتب الثقافية

د خپرونکي ځای

الكويت

فَإِن الله تَعَالَى سائلهم عَمَّا استرعاهم هُوَ قد حكى أَن هِشَام ابْن عبد الْملك قَالَ لأبي حَازِم وَكَانَ من مَشَايِخ الدّين كَيفَ النجَاة من هَذَا الْأَمر يعْنى من الْإِمَارَة قَالَ أَلا تَأْخُذ الدِّرْهَم إِلَّا من حلّه وَلَا تضعه إِلَّا فِي حَقه قَالَ وَمن يُطيق ذَلِك قَالَ من طلب الْجنَّة وهرب من النَّار
وَمِنْهَا أَن يكون أهم الْمَقَاصِد عِنْده تَحْصِيل مرضاه الْخلق ومحبتهم بطرِيق يُوَافق الشَّرْع وَلَا يُخَالِفهُ فقد روى عَوْف بن مَالك عَنهُ ﷺ أَنه قَالَ إِن خِيَار أئمتكم الَّذين تحبونهم وتصلون عَلَيْهِم وَيصلونَ عَلَيْكُم وَشر أئمتكم الَّذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنوهم ويلعنوكم قيل يَا رَسُول الله أَفلا ننابذهم قَالَ لَا مَا أَقَامُوا فِيكُم الصَّلَاة إِلَّا من ولي عَلَيْهِ وَال فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئا من معاصي الله تَعَالَى فليكره مَا أُتِي من معاصي الله تَعَالَى وَلَا ينْزع يدا عَن طَاعَة الله وَقد روى عبد الله بن عمر عَن النَّبِي ﷺ أَنه قَالَ لخليفتي على النَّاس السّمع وَالطَّاعَة مَا استرحموا فرحموا وحكموا فعدلوا وعاهدوا فوفوا وَمن لم يفعل ذَلِك فَعَلَيهِ لعنة الله وَالْمَلَائِكَة وَالنَّاس أَجْمَعِينَ
وَمِنْهَا أَن يعلم أَن رضَا الْخلق لَا يحسن تَحْصِيله إِلَّا فِي مُوَافقَة الشَّرْع وَأَن طَاعَة الإِمَام لَا تجب على الْخلق إِلَّا إِذا دعاهم إِلَى مُوَافقَة الشَّرْع كَمَا روى عَن مُحَمَّد بن عَليّ أَنه قَالَ إِنِّي لَا علم قبيلتين تعبدان من دون الله قَالُوا من هم قَالَ بَنو هَاشم وَبَنُو أُميَّة أما وَالله مَا نصبوهم ليسجدوا لَهُم وَلَا ليصلوا لَهُم وَلَكِن أطاعوهم واتبعوهم على مَا أمدوهم وَالطَّاعَة عبَادَة وَقد روى ابْن عَبَّاس أَنه ﷺ قَالَ لَا تسخطن الله بِرِضا أحد من خلقه وَلَا تقربُوا إِلَى أحد

1 / 206