32

Explicit Reason in Harmony with Tradition: A Discussion of Three Tafseers Arranged by the Order of Revelation

صريح المعقول الموافق لصريح المنقول في مناقشة ثلاثة تفاسير رتبت على ترتيب النزول

ژانرونه

ومصحف" قدروغلي" هو مصحف عثماني كبير كتبه الخطاط الشهير السيد مصطفى نظيف الشهير بـ " قدروغلي" والذي ولد عام: (١٢٦٢ هـ) فى مدينة روس من أراضي بلغاريا، وهو في الأصل من القرم، وقد صحبه معه والده مصطفى أفندي إلى اسطنبول، فأدخل الى الإندرون (^١) فكتبه. وكانت كتابته في شهر رمضان من عام (١٣٠٩ هـ)، وذلك في عهد السلطان عبدالحميد الثاني-﵀. وكانت أول طبعة للمصحف الشريف طبعتها مطبعة الشمرلي الشهيرة-بالقاهرة-، هي طباعة تلك النسخة التي كُتبت بخط السيد مصطفى نظيف الشهير بـ " قدروغلي"، وكان قد خطها عام ١٨٩١ م، وتم طباعتها في المطبعة العثمانية، ثم قامت مطبعة الشمرلي بإعادة طبعها عام ١٩٤٤ م. وقد توفي " قدروغلي "﵀ عام ١٣١٣ هـ، ودفن فى مقابر يحيى أفندي فى حي بشيكطاش باسطنبول. المطلب الثالث: بيان أهم وأبرز الدوافع التي ساقت " دروزة " لترتيب تفسيره ترتيبًا نزوليًا "أما دوافع الأستاذ "محمد عزة دروزة" لاتباع هذا النمط من التفسير فقد بينه بقوله في مقدمة تفسيره في الطبعة الأولى: " .. فإننا بعد أن كتبنا الثلاثة وهي: عصر النبي ﷺ وسيرة الرسول ﷺ من القرآن، والدستور (^٢) القرآني في شؤون الحياة، انبثقت فينا فكرة كتابة تفسير شامل، بقصد عرض القرآن بكامله بعد أن عرضناه فصولًا حسب موضوعاته في الكتب الثلاثة، نظهر فيها حكمة التنزيل ومبادئ القرآن، ومتناولاته عامة بأسلوب وترتيب حديثين، متجاوبين مع الرغبة الشديدة الملموسة عند كثير من شبابنا الذين يتذمرون من الأسلوب التقليدي ويعرضون عنه، مما أدى إلى انبتات الصلة بينهم وبين كتاب دينهم المقدس، ويدعو إلى الأسف والقلق"، وعلق المؤلف على الكلام السابق في الطبعة الثانية بقوله: " ونزيد على ما قلناه في الطبعة الأولى فنقول: إن الحاجة إلى ذلك تشتد يومًا بعد يوم بنسبة ازدياد ما يتعرض له شبابنا وناشئتنا من تيارات جارفة عاصفة من الإلحاد والتحلل من مختلف القيم والروابط الأخلاقية والاجتماعية والتقليد الأعمى لكل تافه سخيف مخل بالدين والخلق والمروءة، والإقبال على قراءة المجلات والروايات الماجنة الخليعة التافهة .. "ا. هـ (^٣). ويقول في موضع آخر مبررًا هذا المنهج: " … لأننا رأينا هذا يتسق مع المنهج الذي اعتقدنا أنه الأفضل لفهم القرآن وخدمته، إذ بذلك يمكن متابعة السيرة النبوية زمنًا بعد زمن، كما يمكن متابعة أطوار التنزيل ومراحله بشكل أوضح

(^١) -الإندرون: "جهاز تربوي تعليمي" كان تابعًا للسراي العثماني. يُنظر: الخطاط الحاج محمد نظيف وأعماله: عن موقع: شبكة المبدعين للمحاضرات والكراسات والمعارض الخطية. بتصرف. (^٢) - والدستور وصف لا يليق بالقرآن. (^٣) التفسير الحديث، محمد عزة دروزة، دار الغرب الإسلامي. (د. ص)

73 / 70