Explanation of the Hadith 'Two Hungry Wolves'

Ibn Rajab al-Hanbali d. 795 AH
14

Explanation of the Hadith 'Two Hungry Wolves'

شرح حديث «ما ذئبان جائعان»

پوهندوی

أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني

خپرندوی

الفاروق الحديثة للطباعة والنشر

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

ژانرونه

وفي بعضِ الآثارِ -أيضًا- أن العبدَ إذا دعا الله وهو يُحبهُ قال الله: "يا جِبريلُ، لاَ تَعْجَلْ بِقَضَاءِ حاجتهِ، فَإِنِّي أحبُّ أَنْ أَسْمَعَ تَضرعَهُ". فهذه الأمورُ أصعبُ وأخطرُ من مجردِ الظلمِ وأدهى من الشِّركِ، والشركُ أعظم الظُّلم عند الله. وفي "الصحيح" (١) عن النبيّ ﷺ قال: "يَقُولُ الله تَعَالَى: الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، والْعَظَمَةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي فِيهِمَا عَذَّبْتُهُ". كان بعضُ المتقدمينَ قاضيًا، فرأى في منامهِ كأنَّ قائلًا يقول: أَنتَ قاضٍ، واللًه قاضٍ. فاستيقظَ مُنزعجًا، وخرجَ عن القضاءِ وتركهُ. وكان طائفةٌ مِن القضاةِ الورعين يمنعونَ الناسَ أن يدعوهم بـ "قاضي القُضَاة"، فإن هذا الاسمَ يُشبهُ مَلِكَ الملوكِ الَّذِي ذمَّ النبي ﷺ التسميةَ به. وقال: "لَا مَالِكَ إِلاَّ الله" (٢). و"حاكمُ الحُكَّامِ" مِثلُه، أو أَشدُّ منه. ومن هذا البابِ -أيضًا- أن يُحبُّ ذُو الشَّرفِ والولايةِ أَن يُحْمَدَ عَلَى أفعالهِ ويُثنْى عليهِ بها، ويطلبُ من الناسِ ذلك، ويَتَسَبَّبُ في أَذى من لا يُجيبُه إليهِ، ورُبما كانَ ذلكَ الفعلُ إِلَى الذمِّ أقربَ منهُ إِلَى المدحِ، وربما أظهرَ أمرًا حسنًا في الظاهرِ، وأحبَّ المدحَ عليه وقصدَ بهِ في الباطنِ شرًّا، (وفَرِحَ بتمْويهِ) (*) ذلكَ وترويجه عَلَى الخلقِ. وهذا يدخلُ في قوله تعالى: ﴿لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ﴾ الآية (٣).

(١) أخرجه مسلم (٢٦٢٠) من حديث أبي سعيد الخدري وأبي هريرة. (٢) أخرجه البخاري (٦٢٠٥)، ومسلم (٢١٤٣) من حديث أبي هريرة. (*) وقصد تمويه: "نسخة". (٣) آل عمران: ١٨٨.

1 / 75