Explanation of the Dalya Poem by Al-Kaludhani
شرح القصيدة الدالية للكلوذاني
خپرندوی
دار ابن الجوزي
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
ژانرونه
على الموت» (١)، أي: على القتال حتى الموت، وبعضهم يقول: «بايعناه على ألاَّ نَفِرَّ» (٢)، فبايعه الصحابةُ ﵃، وتنافسوا في هذه البيعة، حتى إنَّ منهم من يُبَايِع ويخرج ليُبَايِعَ مرةً أخرى، وهذه البيعة هي «بيعة الرضوان» التي أشار الله ﷿ إليها بقولِهِ: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (١٨)﴾ [الفتح: ١٨]، فبايع الصحابةُ رسولَ الله ﷺ، وكان عثمانُ غائبًا، فلما جاءت نَوْبَةُ عثمان ﵁ قال النبيُّ ﷺ: «وهذه لعثمان» (٣) ثم وضع يده الشريفة ﷺ على الأخرى، وهذه والله فضيلة لعثمان وأيُّ فضيلة، أَنْ بايعَ الرَّسُولُ ﷺ عنه بيدِهِ الكَرِيمَة.
ومما يُذْكَرُ هنا أنَّه قيلَ للنبيِّ ﷺ: لعلَّ عثمان قضى نَهْمَتَه من البيت، وطاف وقضى عمرته، فلما رجع عثمانُ قيل له في هذا، فقال:
(١) «المبايعة على الموت»: جاءت من حديث سلمة بن الأكوع ﵁، أخرجه البخاري (٣/ ١٠٨١ رقم ٢٨٠٠)، ومسلمٌ (٣/ ١٤٨٦ رقم ١٨٦٠)، ومن حديث عبد الله بن زيد ﵁ أيضًا، أخرجه البخاري (٣/ ١٠٨١ رقم ٢٧٩٩)، ومسلمٌ (٣/ ١٤٨٦ رقم ١٨٦١).
(٢) «المبايعة على عدم الفرار لا على الموت»: جاءت من حديث جابر بن عبد الله ﵁، أخرجه مسلمٌ (٣/ ١٤٨٣ رقم ١٨٥٦)، ومن حديث معقل بن يسار ﵁ أيضًا، أخرجه مسلمٌ (٣/ ١٤٨٥ رقم ١٨٥٨).
قال النووي في «شرح مسلم» (١٣/ ٣) بعدما ذكر اختلاف الروايات: (وفي رواية عن ابن عمر في غير «صحيح مسلم» البيعة على الصبر، قال العلماء: هذه الرواية تجمع المعاني كلها، وتبين مقصود كل الروايات، فالبيعةُ على أن لا نَفِرَّ معناه: الصبر حتى نظفر بعدونا، أو نقتل، وهو معنى البيعة على الموت، أي: نصبر وإن آل بنا ذلك إلى الموت، لا أن الموت مقصودٌ في نفسه).
وينظر أيضًا: «فتح الباري» (٦/ ١١٧ - ١١٨).
(٣) أخرجه البخاري (٣/ ١٣٥٢ رقم ٣٤٩٥).
1 / 106