Explanation of the Dalya Poem by Al-Kaludhani
شرح القصيدة الدالية للكلوذاني
خپرندوی
دار ابن الجوزي
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
ژانرونه
فهو يستثير هممهم بوصف هذا النوع من طلاب العلم بالجد والاجتهاد وطلب المعالي، والصبر والمصابرة وسهر الليالي.
قال الناظمُ ﵀:
١١. قالوا: بِمَا عَرَفَ المكَلَّفُ رَبَّهُ؟ ... فَأَجَبْتُ: بِالنَّظَرِ (١) الصَّحِيحِ المُرْشِد
هذا أول الشروع في المقصود، وقد ذكر الناظمُ ﵀ المسائلَ التي قصد بيانها بطريقة السؤال والجواب، فكل بيت فيه سؤال وجواب.
قوله: «قالوا: بِمَا عَرَفَ المكَلَّفُ رَبَّهُ؟» «بِمَا» لعل الإشباع هنا للوزن، وإلا فالأصل أن «ما» الاستفهامية إذا دخل عليها حرفُ الجَرِّ -كاللام أو الباء مثلًا- تُحْذَف أَلِفُهَا، فيقال: «بِمَ» و«لِمَ».
و«المُكَلَّف» في اصطلاح الأصولين هو: الإنسانُ العاقلُ البالغُ.
وهذا الذي ذكره الناظمُ ﵀ هنا هو من جنس قول الشيخ محمد بن الوهاب ﵀ في «الأصول الثلاثة»: (إذا قِيلَ لَكَ: بِمَ عَرَفتَ رَبَّكَ؟ فَقُل: بآياتِه ومخلوقَاتِه).
ولَمَّا ذكر الناظمُ ﵀ السؤال عقَّبه بذكر الجواب فقال: «فَأَجَبْتُ بِالنَّظَرِ الصَّحِيحِ المُرْشِدِ» أي: عَرَفَ المكَلَّفُ رَبَّه بالنظر الصحيح
(١) وقع في مطبوعة الشيخ محمد ابن مانع: (بِالنَّظْمِ) -بالميم-، ووَجَّه ﵀ العبارةَ بقوله: (مراده بـ «النَّظْمِ»: النظم المعهود، وهو انتظام العالم على أكمل الوجوه، كما قال ابن المعتز: فَيَا عَجَبًا كيف يُعْصَى الإِلَهُ ... أم كيفَ يَجْحَدهُ الجَاحِدُ وفي كُلِّ شيءٍ لهُ آيَةٌ ... تَدُلُّ عَلَى أنَّه وَاحِدُ) قلتُ: وما أثبَتُّه هو ما عليه عامَّةُ النُّسَخِ، وما وقع في مطبوعة الشيخ ابن مانع لم أره في غيرها، والله أعلم.
1 / 47