لله تعالى أن يحلف بما شاء
أما قسم الخالق: فيجوز أن يقسم الله جل في علاه بما شاء من خلقه؛ لأن خلق الله دلالة على عظمة الخالق ﷾، فقد أقسم الله بالسماء وبالنجوم، وأقسم بالأنبياء وأقسم بعمر النبي ﷺ، قال الله تعالى: ﴿وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ﴾ [الطارق:١ - ٢].
وقال الله جل في علاه: ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى﴾ [النجم:١ - ٢].
وأيضًا: أقسم الله جل وعلا بيوم القيامة: ﴿لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾ [القيامة:١].
وأيضًا: أقسم بالشمس: ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا﴾ [الشمس:١ - ٤].
وأقسم الله جل في علاه بالجبل فقال: ﴿وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ﴾ [الطور:١ - ٣].
وأقسم الله جل في علاه بعمر النبي ﷺ، ولم يقسم الله بعمر أحد من أنبيائه إلا بعمر رسول الله ﷺ، فقال: ﴿لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ [الحجر:٧٢].
أقسم بعمر النبي ﷺ تعظيمًا لعمره؛ لأن الدنيا كلها أشرقت بشمس الإسلام الذي جاء به النبي ﷺ.
فالله جل في علاه يقسم بما شاء: ﴿لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ﴾ [الأنبياء:٢٣].
وأما القسم من المخلوق: فحرم الله عليه أن يقسم بأحد غير الله جل في علاه.