Explanation of the Book of Tawhid by Ibn Khuzaymah - Muhammad Hassan Abdul Ghaffar
شرح كتاب التوحيد لابن خزيمة - محمد حسن عبد الغفار
ژانرونه
ضوابط الاسم الوارد في الكتاب والسنة
ضوابط الاسم ما يلي: أولًا: أن يقبل العلامات التي تدخل على الاسم، كأن يقبل الألف واللام، ويقبل التنوين والخفض، وتدخل عليه علامات الجر، وبالمثال يتضح المقال: فالله جل وعلا سمى نفسه في كتابه الحكيم الخبير.
وهذان الاسمان يقبلان التنوين فصح أن تقول: حكيمٌ خبيرٌ، ويقبل الألف واللام: الحكيم الخبير، وتدخل عليه أدوات الجر قال تعالى: ﴿تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ [فصلت:٤٢] الضابط الثاني: أن يكون في غاية الحسن وغاية الكمال، فانظر للاسم إذا وجدت فيه ممدحة ومحمدة لربك جل في علاه فهو اسم فالعزيز: يقبل علامات الاسم، وهو يتضمن كمال.
الحميد: كل المحامد لله جل وعلا فهو حميد يحمد عباده ويشكر صنيعهم من الطاعات، وهو محمود بصفات الكمال والجلال والبهاء والعظمة سبحانه جل في علاه، فما دامت فيه صفة كمال فيها غاية الحسن فهو اسم له.
الكبير فيه غاية الكمال، فإن الكبرياء كله والعظمة كلها لله جل في علاه، فالله أكبر من كل شيء، والله أكبر من أن يتصوره أو يتفكر في ذاته الإنسان.
والبيهقي يقول: إن القديم اسم من أسماء الله، والقديم ليس غاية في الحسن، ومعنى ذلك أنه ليس باسم من أسماء الله، فقد سقط منه ضابط من الضوابط لمعرفة أسماء الله جل في علاه.
وجاء في الحديث القدسي: (يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر)، وعند إطلاق الدهر نجد أنه لم يتوفر فيه ضابط من الضوابط، وهو أنه ليس في غاية الحسن والكمال، فدل ذلك على أنه ليس باسم من أسماء الله جل في علاه.
وقال الله: ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ [النور:٣٥]، نجد أن هذا الاسم ينطبق عليه جميع ضوابط أسماء الله، فهو يقبل علامات الاسم، وهو كذلك في غاية الحسن والكمال، لكن الصحيح الراجح أنه ليس باسم، للقرائن المحتفة التي أثبتت أنه ليس اسمًا من أسماء الله، فأسماء الله جل وعلا لا تضاف، وهنا قال تعالى: ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ [النور:٣٥]، ولم يقل: الله النور، قال: ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ [النور:٣٥].
والذي جعلنا نقول: إنه ليس اسمًا من أسماء الله أن في قراءة لـ زيد بن علي ﵁ وأرضاه، قال: (الله نّوَّرَ السماوات والأرض).
فمعنى ذلك أن الله جل وعلا بقدرته وعظمته وبهائه هو الذي نوَّرَ السماوات والأرض كما فسرها ابن عباس وابن مسعود قال: هو نور، ونوَّرَ السماوات والأرض بالشمس والقمر والكواكب وغيرها، فهذه القراءة الثانية جعلتنا نقول: إنه ليس من أسماء الله ﷿.
فهذه القرينة التي أثبتت أن النور ليس من أسماء الله جل في علاه؛ لأنه فعل من أفعاله، والمقصود بالنور هنا: نور الحجاب، فقد وردت أحاديث في الصحيحين عن النبي ﷺ قال: (إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام)، ثم قال: (حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره) أي: أنوار وجه الله، إذًا هي صفة: النور، فكل هذه آثار وقرائن محتفة تثبت لنا أن هذه صفة من صفات الله جل في علاه، ولا عتب ولا إنكار على من جعله اسمًا من أسماء الله؛ لأنه لو طبق القاعدة لظهر له أنه من الأسماء، إلا أننا أخذنا الأدلة كلها ودرنا معها حيث دارت.
فالقرائن المحتفة: أثبتت لنا الفعل، والفعل يكون من باب الصفات وليس من باب الأسماء؛ لأن الله نوّر السماوات والأرض.
وقال الله حاكيًا عن إبراهيم أنه قال: ﴿سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا﴾ [مريم:٤٧]، لو طبقنا عليه الضوابط لوجدنا أنه يقبل علامات الاسم، وفيه الكمال والحسن؛ لهذا عدّه بعض العلماء من الأسماء، وبعض العلماء قال: في نفسي تردد من هذا الاسم؛ لأنه جاء مقيدًا وما جاء مطلقًا، وثبوت الأسماء أنها تأتي مطلقة، مثل: الرحمن، الرحيم، الكريم، العليم.
3 / 6