Explanation of the Book of Tawheed
حاشية كتاب التوحيد
خپرندوی
-
د ایډیشن شمېره
الثالثة
د چاپ کال
١٤٠٨هـ
ژانرونه
ولمسلم عن جندب بن عبد الله ﵁ (١) قال: " سمعت النبي ﷺ قبل أن يموت بخمس (٢) وهو يقول: إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل (٣)؛
ــ
= قبره خشية أن يقع ذلك غلوا وتعظيما، لما تقرر عندهم من مناقضة ذلك لدين الإسلام، بما أبدى وأعاد ﷺ من النهي والتحذير منه ولعن فاعله. قال القرطبي: ولهذا بالغ المسلمون في سد الذريعة في قبر النبي ﷺ فأعلوا- حيطان تربته، وسدوا المداخل إليها، وجعلوها محدقة بقبره، خافوا أن يتخذ موضع قبره قبلة، إذا كان مستقبل المصلي، فتصور الصلاة إليه بصورة العبادة، فبنوا جدارين من ركني القبر الشماليين، وحرفوهما حتى التقيا على زاوية مثلثة من ناحية الشمال، حتى لا يتمكن أحد من استقبال قبره. قال المصنف: وفيه ما ذكر ﷺ فيمن بنى مسجدا يعبد الله فيه على قبر رجل صالح، ولو صحت نية الفاعل، والنهي عن التماثيل، وتغليظ الأمر في ذلك، ونهيه عن فعله عند قبره قبل أن يوجد القبر، وأنه من سنن اليهود والنصارى في قبور أنبيائهم، ولعنه إياهم على ذلك، وأن مراده بذلك تحذيرنا عن قبره، ومنها العلة في عدم إبراز قبره.
(١) هو أبو عبد الله البجلي العلقي، والعلق بطن من بجيلة من كهلان، ويقال: جندب الخير، وينسب إلى جده سفيان، صحابي مشهور، مات بعد الستين.
(٢) أي خمس ليال، وقيل خمس سنين، والأول أظهر؛ لكونه لعن أيضا وهو في سياق الموت من فعله.
(٣) نفى أن تكون حاجته وانقطاعه إلى غير الله ﷿ والليل المنقطع إليه، المحبوب غاية الحب، مشتق من الخلة بفتح الخاء وهي تخلل المودة في القلب، كما قال الشاعر: =
1 / 158