Explanation of the Book of Tawheed

Abd al-Rahman ibn Qasim d. 1392 AH
136

Explanation of the Book of Tawheed

حاشية كتاب التوحيد

خپرندوی

-

د ایډیشن شمېره

الثالثة

د چاپ کال

١٤٠٨هـ

ژانرونه

كما قال تعالى: ﴿وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى﴾ ١ (١) . فهذه الشفاعة التي يظنها المشركون هي منتفية يوم القيامة، كما نفاها القرآن (٢)، وأخبر النبي ﷺ أنه يأتي فيسجد لربه ويحمده، لا يبدأ بالشفاعة أولا، ثم يقال له: ارفع رأسك، وقل يسمع، وسل تعط، واشفع تشفع (٣) . وقال له أبو هريرة: " من أسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله؟ قال: من قال: لا إله إلا الله خالصا من قلبه " ٢ (٤) . ــ (١) أي لمن ﵁ من أهل الإيمان به وحده، وقال ابن عباس: «إلا لمن قال لا إله إلا الله» . (٢) أي التي تطلب من غير الله، فيما لا يقدر عليه إلا الله، كقول أحدهم: الشفاعة، أو اشفع لي، منتفية دنيا وأخرى كما أخبر الله به في كتابه، ولو طلبها منه على سبيل الشفاعة إلى الله، فهو فعل المشركين الذي كفرهم الله به، فإنهم يقولون: ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾ ٣. قال تعالى مكذبا لدعواهم ومكفرا لهم: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ﴾ ٤. (٣) هذا قطعة من حديث الشفاعة، المخرج في الصحيحين وغيرهما من حديث أنس وغيره في أهل الموقف، وهو إخبار منه ﷺ بتحقيق الشفاعة، وأنه لا يشفع إلا من بعد إذن الله تعالى له في الشفاعة، وفي المشفوع فيهم. (٤) هذا الحدث رواه البخاري وغيره، قال: " قلت: من أسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله؟ قال: لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك، لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله خالصا من قلبه " ٥. وفي رواية: " خالصا مخلصا من قلبه " ٦. والمراد =

١ سورة الأنبياء آية: ٢٨. ٢ البخاري: العلم (٩٩)، وأحمد (٢/٣٧٣) . ٣ سورة الزمر آية: ٣. ٤ سورة الزمر آية: ٣. ٥ البخاري: العلم (٩٩)، وأحمد (٢/٣٧٣) . ٦ البخاري: العلم (٩٩)، وأحمد (٢/٣٧٣) .

1 / 138