شرح الدعاء من الكتاب والسنة
شرح الدعاء من الكتاب والسنة
خپرندوی
مطبعة سفير
د خپرونکي ځای
الرياض
ژانرونه
وقد سمى اللَّه ﷿ الدعاء دينًا، فقال تعالى: ﴿هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ (١)، وسماه عبادة، والتي من أجلها خلق الخلق: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ (٢).
والسنة المطهرة عن المصطفى ﷺ حافلة بفضائله، منوهةٌ بعلو شأنه، ومكانته، ورفع منزلته، ولا يخفى في عناية الشارع الكريم بالدعاء، دلالة على أنه أعظم العبادات، وأجلّ الطاعات، وروح العبادات ولبّها، وأفضلها.
فعن مطرف بن عبد اللَّه قال: «تذكرت ما جماع الخير؟ فإذا الخير: كثير الصوم، والصلاة، وإذا هو في يد اللَّه ﷿، وإذا أنت لا تقدر على ما في يد اللَّه ﷿ إلا أن تسأله فيعطيك، فإذًا جماع الخير الدعاء» (٣).
ولقد قيّض اللَّه ﵎ في كل زمن وحين، علماء يصونون هذا الدين العظيم من كلّ شائبة، في كل علمٍ من علومه، ولقد قيّض اللَّه جل وعلا من كتب في علمٍ من علومه الجليلة «الدعاء» هو الأخ الشيخ الدكتور الفاضل «سعيد بن علي بن وهف القحطاني» - حفظه اللَّه ﷿ وسدده - فقد جمع كتابًا شاملًا مانعًا من أصح ما كتب في هذا
_________
(١) سورة غافر، الآية: ٦٥.
(٢) سورة غافر، الآية: ٦٠.
(٣) الزهد للإمام أحمد، ص ٢٤١.
1 / 6