159

شرح الدعاء من الكتاب والسنة

شرح الدعاء من الكتاب والسنة

خپرندوی

مطبعة سفير

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

وَعَدْلًا﴾ (١)؛ لأن إخلاف الوعد إما أن يكون لكذب الواعد، وإما أن يكون لعجز الواعد، وكلا الأمرين منتفيين عن اللَّه جلّ وعلا (٢). ثم بيّن ﷾ من سننه القويمة التي لا تتغيّر ولا تتبدّل، كما قال عزّ شأنه: ﴿فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا﴾ (٣)، أنه يجيب من دعاه، ولاذ ببابه، وبجنابه العظيم. ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ﴾ الآيات ... أكّد ﷾ بالإجابة السريعة (كما دلّت الفاء)، والعظيمة بحصول مطلوبهم، كما دلّ على ذلك حرف (الفاء)، و(السين)، و(التاء) الذي يفيد المبالغة، والتأكيد (٤). «وقوله: (ربهم)، ولم يقل اللَّه: (لأنهم كانوا يدعون بقولهم: ﴿رَبَّنَا﴾، فالموقع هنا يقتضي الربوبية، وهي هنا ربوبية خاصة؛ لأن ربوبيته تعالى تنقسم إلى قسمين: عامّة وخاصّة، وقد اجتمع القسمان في قوله تعالى: ﴿قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ﴾، «ومقتضى الربوبية العامّة مطلق التصرف، ومقتضى الربوبية الخاصّة النصر، والتأييد، و[الحفظ]» (٥). وهذه الآيات البيّنات المشتملة على حسن الدعوات التي دعا بها

(١) سورة الأنعام، الآية: ١١٥. (٢) تفسير آل عمران، لابن عثيمين، ٢/ ٥٦٥. (٣) سورة فاطر، الآية: ٤٣. (٤) تفسير الطاهر بن عاشور، ٣/ ٢٠٢. (٥) تفسير آل عمران لابن عثيمين، ٢/ ٥٦٨.

1 / 160