شرح الدعاء من الكتاب والسنة
شرح الدعاء من الكتاب والسنة
خپرندوی
مطبعة سفير
د خپرونکي ځای
الرياض
ژانرونه
دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ﴾، حيث أقبل على الدعاء مباشرة لحسن ظنّه
بربه تعالى، كما جاء في الحديث القدسي عن ربّ العزّة والجلال: «أنا عند ظنّ عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني» (١).
٥ - إنّ من تمنى أمرًا عظيمًا، أو رأى شيئًا جليلًا يتمناه، أن يقبل على الدعاء في لحظته، ولايؤخره، دل عليه قوله تعالى: ﴿هُنَالِكَ دَعَا﴾ ففي «تقديم الظرف للإيذان بأنه أقبل على الدعاء من غير تأخير» (٢).
٦ - «إنه ينبغي للإنسان أن يفعل الأسباب التي تكون بها ذريته طيبة، ومنها الدعاء؛ دعاء اللَّه تعالى، وهومن أكبرالأسباب» (٣).
٧ - فيه دلالة على أن الدعاء يردّ القضاء، وذلك أن من الأسباب العادية، أن العقيم والعجوز لاتلد، فلمّا دعا اللَّه تعالى أن يرزقه الولد، جاءت البشرى مباشرة، كما أفاد قوله تعالى: ﴿فَنَادَتْهُ المَلائِكَةُ﴾ (٤) عقب دعائه مباشرة، دلّ على ذلك بـ «الفاء السببية»، والتي تفيد التعقيب والترتيب بدون مهلة.
٨ - «إثبات سمع اللَّه ﷿، وكرم اللَّه تعالى، وقدرته، وجه ذلك:
(١) البخاري، كتاب التوحيد، باب قوله تعالى: ﴿وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ﴾، برقم ٧٤٠٥، ومسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب الحث على ذكر الله تعالى، برقم ٢٦٧٥، ومسند أحمد واللفظ له، ١٥/ ٤٦٦، برقم ٩٧٤٩. (٢) روح المعاني، ٣/ ٢٣١. (٣) تفسير آل عمران، للعلامة ابن عثيمين، ١/ ٢٣٨. (٤) سورة آل عمران، الآية: ٣٩.
1 / 143