شرح الدعاء من الكتاب والسنة
شرح الدعاء من الكتاب والسنة
خپرندوی
مطبعة سفير
د خپرونکي ځای
الرياض
ژانرونه
وقد جاء الخبر عن النبي ﷺ أن اللَّه ﵎ قال: (نعم) (١).
وفي لفظ قال ﷿: «قد فعلت» (٢).
وقد جاء ما يشير إلى ذلك عن النبي ﷺ أنه قال: «إِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى وَضَعَ عَنْ أُمَّتِي اَلْخَطَأَ، وَالنِّسْيَانَ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ» (٣).
﴿رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا﴾: أي لا تكلّفنا من الأعمال الشاقّة وإن أطقناها، كما شرعته للأمم الماضية قبلنا من الأغلال والأعباء الشديدة التي كانت عليهم.
﴿رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ﴾: وتكرير لفظ الربوبية في الآيات لإبراز مزيد من الضّراعة الموصل إلى كمال العبادة المؤذن إلى القبول والإجابة.
أي: لا تحمّلنا من التكليف والمصائب والبلاء ما لا نقدر عليه.
﴿وَاعْفُ عَنَّا﴾ أي: «اصفح عنّا فيما بيننا وبينك من تقصيرنا، وزللنا ﴿وَاغْفِرْ لَنَا﴾ أي: فيما بيننا وبين عبادك، فلا تُظهِر على مساوينا، وأعمالنا القبيحة.
﴿وَارْحَمْنَآ﴾: «فيما يُستقبل فلا توقعنا بتوفيقك إلى ذنب آخر؛ ولهذا قالوا: إن المذنب محتاج إلى ثلاثة أشياء:
- أن يعفو اللَّه عنه فيما بينه وبينه
(١) صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان أنه ﷾ لم يكلف إلا ما يطاق، برقم ١٢٥. (٢) صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان أنه ﷾ لم يكلف إلا ما يطاق، برقم ١٢٦. (٣) سنن ابن ماجه، كتاب الطلاق، باب طلاق المكره والناسي، برقم ٢٠٤٥، والسنن الكبرى للبيهقي، ٦/ ٨٤، وحسنه الألباني في إرواء الغليل، ١/ ١٢٣.
1 / 127