210

Explanation of Lāmiyya by Ibn Taymiyyah

شرح لامية ابن تيمية

ژانرونه

رؤية النبي ﷺ لربه في الدنيا كذلك بالنسبة لرؤية محمد ﷺ هل رأى ربه أم لم يرَ ربه؟ على خلاف بين العلماء، وبالنسبة لرؤيته ببصره إنما اختلفوا في مسألة الإسراء والمعراج، فمن العلماء من يقول: تثبت رؤية محمد ﷺ لربه ليلة الإسراء والمعراج، ولكن الصحيح من أقول أهل العلم أن محمدًا ﷺ لم يرَ ربه لا في ليلة الإسراء والمعراج ولا في غيرها إطلاقًا، وهذا هو أصح أقوال أهل العلم، وقد استدلوا على ذلك بحديث أبي ذر: (هل رأيت ربك؟ قال: نور أنى أراه، حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره) وحديث عائشة: (ثلاث من حدثكن بهن فقد كذب، ومنها قالت: من حدثكن أن محمدًا رأى ربه فقد كذب) وهذا هو الصحيح أن محمدًا ﷺ لم ير ربه. بالنسبة لآحاد الناس فلا شك أنه لا يمكن رؤية أحد من البشر إطلاقًا لربه؛ لما ثبت في صحيح مسلم أن النبي ﷺ قال: (واعلموا أن أحدكم لن يرى ربه حتى يموت) إلا ما ينقل عن الصوفية، ولا شك أن كلام الصوفية لا حجة فيه أصلًا، فإنهم يقولون: إنا نرى الله ونتحدث معه وغيره.

12 / 10