Explanation of al-Tahawi's Creed by Saleh Al-Sheikh

Saleh Al-Sheikh d. Unknown
67

Explanation of al-Tahawi's Creed by Saleh Al-Sheikh

شرح العقيدة الطحاوية - صالح آل الشيخ = إتحاف السائل بما في الطحاوية من مسائل

ژانرونه

[المسألة الأولى]: القَدَرْ معناه في اللغة: تهيئة الشيء لما يصلح له، فإذا هيأت شيئًا لما يصلح له فقد قَدَّرْتَهُ. وتقول أُقَدِّر أن يكون كذا وكذا، يعني هَيَّأْتَ هذا الأمر على أن يكون كذا وكذا، فتكون داخلًا في هذا الأمر بتقدير، إذا دخلت فيه بتهيئة. وهذا هو المعنى اللغوي العام كما قال سبحانه ﴿وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ﴾ [فصلت:١٠]، والآيات في هذا كثيرة ﴿وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ﴾ [الرعد:٨]، ونحو ذلك. أما في الشرع فالقَدَرْ: سرّ الله ﷿ الذي لم يُطْلِعْ عليه أحدًا، لم يُطْلِعْ عليه ملكًا مُقَرَّبًَا، ولم يُطْلِعْ عليه نبيًا مرسلًا، بل هو سر الله ﷿، الذي لا يعلمه على وجه الكمال أحد. وتعريف القَدَرْ اختلف فيه الناس، وحتى تعريفه عند المنتسبين للسنة مُخْتَلِفْ. لكنه عُرِّفْ بتعريف أُخِذَ من مراتب القدر التي جاءت الأدلة على مفرداتها. فقيل في تعريف القدر عند أهل السنة: إنه علم الله السابق بالأشياء قبل وقوعها، وكتابته لذلك في اللوح المحفوظ قبل خلقها وإيجادها، ومشيئته النافذة الشاملة، وخَلْقُهُ ﷿ لكل ما قدَّر، أو خَلْقُهُ ﷿ لكل شيء. وهذا يشمل المراتب جميعا وسيأتي ذكر مراتب القدر ودرجاته في موضعه فيما نستقبل من هذه الرسالة.

1 / 67