140

Explanation of al-Tahawi's Creed by Saleh Al-Sheikh

شرح العقيدة الطحاوية - صالح آل الشيخ = إتحاف السائل بما في الطحاوية من مسائل

ژانرونه

[المسألة السادسة]:
رؤية النبي ﷺ لربه، وهل حين المعراج رأى ربه أم لا؟
اختلف فيها أهل العلم على أقوال:
١ - القول الأول:
من ينفي رؤية النبي ﷺ لربه ﷿؛ يعني بعينيه.
٢ - القول الثاني:
من يثبت الرؤية إما بالقلب أو بالعينين.
٣ - والقول الثالث:
التوقف.
والتوقف لا ينبغي أن يكون قولًا؛ لكن هكذا قيل.
& أما القول الأول: وهو أنَّ النبي ﷺ لم ير ربه، فهذا هو القول الذي عليه الجماهير، ولمَّا قال مسحوق لعائشة ﵂: إنَّ قوما يقولون إنَّ النبي ﷺ رأى ربه، فقالت عائشة: لقد قَفّ شَعْرِي -يعني وقف شعري- مما قلتَ، وهذا مما يدل على:
- تعظيم الصحابة لربهم ﷿.
- وأنهم قَدَرُوهُ سبحانه حق قدره.
- وأنَّ منزلة النبي ﷺ في قلوبهم مهما علت وعظُمَتْ فإنه يعلمون عظمة الرب ﷿ وعظيم صفاته ـ.
قالت: لقد قَفّ شَعْرِي مما قلت، من زعم أَنّ مُحمدًا ﷺ رَأَى رَبّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ على الله الفِرْيَةَ.
وفي حديث أبي ذر عند مسلم أنَّ النبي ﷺ سئل فقيل له: هَلْ رَأَيْتَ رَبّكَ؟ قال (رَأَيْتُ نُورًا)، وفي الرواية الأخرى قال (نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ)؟ (١)
قوله (رَأَيْتُ نُورًا) يعني الحجاب، فإنَّ الله ﷿ نور وحجابه نور.
(رَأَيْتُ نُورًا) يعني رأى الحجاب، ولم ير الرب ﷿.
ولهذا في الرواية الثانية قال (نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ)؟ يعني ثَمَّ نور حاجب فكيف أراه؟
وهذا هو الصحيح لأنّ النبي ﷺ لم ير ربه، بل لا يرى أحدٌ ربه بعينيه في الدنيا.
& أمَّا القول الثاني: من قال إنَّ محمدا ﷺ رأى ربه بعينيه أو بقلبه وهو منسوب إلى ابن عباس وقاله طوائف قليلة من الناس، فهذا بناء على آية سورة النجم، والاستدلال بها فيه نظر.
& أما القول الثالث: التوقف فلا يصلح؛ لأنَّ الحديث دال على نفي الرؤية مع كلام عائشة ك.
نكتفي بهذا القدر، وثَمَّ مسائل كثيرة في رؤية الله ﷿ نرجئها أو نطويها، والمسألة من أراد المزيد فيها فليراجعها في مظانها.
أسأل الله سبحانه أن يوفقني وإياكم لما يحب ويرضى وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. (٢)

(١) سبق ذكره (١٤٢)
(٢) انتهى الشريط العاشر.

1 / 140