103

Explanation of al-Tahawi's Creed by Saleh Al-Sheikh

شرح العقيدة الطحاوية - صالح آل الشيخ = إتحاف السائل بما في الطحاوية من مسائل

ژانرونه

[المسألة الأولى]:
أنَّ قوله ﷿ ﴿يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي﴾ [الأنعام:١٣٠] قوله ﴿أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ﴾ هذا على جهة التغليب لأنَّ الجن والإنس اجتمعا في شيء وافترقا في أشياء.
فاجتمعا في التكليف، فلذلك صحَّ أن يشتركا في التثنية ﴿أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ﴾ لاشتراكهما في أصل التكليف ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون ِ﴾ [الذاريات:٥٦] والاشتراك في الجنس ولو اختلف النوع فإنه يُبقي الدلالة الأغلبية صحيحة.
وقال بعض السلف: إنَّ الجن يكون منهم رسل.
ولكن هذا القول ضعَّفَهُ جماعة كثيرون من أهل العلم من التابعين فمن بعدهم.
قال ابن عباس ﵁ (الرسل من الإنس ومن الجن النُّذُر) (١) .
أخذ هذا من قوله تعالى ﴿فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ﴾ [الأحقاف:٢٩] .

(١) تفسير ابن كثير (الأنعام:١٣٠)

1 / 103