Explanation of al-Tahawi's Creed - Abdul Aziz Al-Rajhi
شرح العقيدة الطحاوية - عبد العزيز الراجحي
ژانرونه
والجواب الرد أن يقال: إن هؤلاء الذين ذمهم الله وعاقبهم وأنكر عليهم؛ لأنهم سألوا شيئًا ممنوعًا، سألوا رؤية الله في الدنيا إلحافًا ألحفوا في السؤال، سألوا رؤية الله إلحافًا، فذمهم وعاقبهم وأنكر عليهم وعاقبهم بالصاعقة.
لكن لو سألوا رؤية الله في الآخرة لما ذمهم الله، فإن الصحابة -رضوان الله عليهم- سألوا النبي ﷺ رؤية الله في الآخرة قالوا: (هل نرى ربنا؟ فقال: نعم، كما ترون الشمس صحوا ليس دونها سحاب) فلما سألوا رؤية الله في الآخرة أثبت ذلك، أثبت الرؤية وبشرهم بذلك، وحسَّنه لهم بشَّرهم بذلك بُشرى جميلة وأنهم يرون الله في الآخرة، لكن هؤلاء الذين أنكر الله عليهم وذمهم وعاقبهم؛ لأنهم سألوا شيئًا ممنوعًا في الدنيا، سألوا ممنوعًا؛ ولذلك عاقبهم الله بالصاعقة، وذمهم وعاب عليهم، لكن لو سألوا رؤية الله في الآخرة كما سأل الصحابة لما ذمهم الله، ولما أنكر عليهم بل لبشرهم، بل إن النبي ﷺ بشر الصحابة، وحسنها لهم، وبشرهم بشرى جميلة، فدل على أن الله يُرى في الآخرة، أما في الدنيا فلا يُرى ﷾ وبهذا يبطل استدلال هؤلاء النفاة بأن الله لا يُرى في الآخرة، هذه أمثلة.
ننتقل بعد ذلك إلى رؤية الله في الدنيا حكم رؤية الله في الدنيا: هل رؤية الله في الدنيا ممكنة؟ أو غير ممكنة؟ وهل هي واقعة؟ أو غير واقعة؟ تحرير محل النزاع:
أولًا: اتفقت جميع الطوائف على أن الله يُرى في المنام كما نقل ذلك شيخ الإسلام ابن تميمة أن جميع الطوائف اتفقوا على أن الله يُرى في النوم إلا الجهمية، فإنهم أنكروا ذلك لشدة إنكارهم للرؤية فمن شدة إنكارهم لرؤية الله أنكروا رؤيته في المنام، لكن رؤيته في المنام جائزة عند جميع الطوائف، ولا يلزم من ذلك أن يكون ما يراه الإنسان، وهو أن يرى الله ﷾ على صفته التي هو عليها، بل إن رؤية الإنسان لله في المنام على حسب اعتقاده، فإن كان اعتقاده صحيحًا رأى ربه في حالة حسنة، في صورة حسنة، وإن كان اعتقاده فيه خلل رأى ربه في صورة مناسبة لاعتقاده.
كما قال ذلك أبو العباس ابن تميمة ﵀ -تعالى- إذًا رؤية الله في المنام جائزة عند جميع الطوائف ما عدا الجهمية، رؤية الله في اليقظة هذا محل نزاع، رؤية الله في اليقظة: هل يمكن لأحد أن يرى الله في اليقظة في الدنيا؟
ذهبت المشبهة إلى أن الله يُرى في الدنيا، وأنه يُحاضر ويُسامر ويُصافح ويعانق وينزل عشية عرفة على جبل -قبحهم الله وأخزاهم- هؤلاء المشبه كفرة من غلاة الشيعة يقولون: إن الله على صورة الإنسان، وإن الله يشبه الإنسان في ذاته وصفاته هؤلاء كفرة أثبتوا أن الله يُرى في الدنيا -قبحهم الله-.
كذلك بعض الصوفية قالوا: يمكن أن يكون الله في الخضرة إذا رأيت خضرة شيئًا أخضر، قالوا: لا ندري لعل ربنا يكون في هذه الخضرة -قبحهم لهم-، أما ما عدا المشبة فأجمعت الأمة على أن الله -تعالى- لا يراه أحد في الدنيا.
أجمعت الأمة سوى المشبة على أن الله لا يراه أحد في الدنيا، ولم يختلفوا في ذلك إلا في نبينا محمد ﷺ فاختلفوا في رؤيته لربه ليلة المعراج هل رأى ربه؟ أو لم يرى ربه؟ واتفقوا على أن النبي ﷺ لم ير ربه في الأرض هذا بالإجماع، اتفقوا على أن النبي ﷺ لم ير ربه في الأرض، واتفقوا على أن النبي ﷺ رأى ربه بعين قلبه لا بعين رأسه هذا محل اتفاق، والمراد بالرؤية بعين القلب العلم الزائد عن العلم العادي.
والخلاف بين العلماء في رؤية النبي ﷺ لربه ليلة المعراج خاصة هل رآه أو لم يره؟ فإذن أجمعت الأمة سوى المشبه على أن الله لا يراه أحد في الدنيا غير النبي ﷺ وأجمعوا على أن النبي ﷺ لم ير ربه في الأرض وأجمعوا على أن النبي ﷺ رأى ربه بعين قلبه، واختلفوا في رؤية النبي لربه بعيني رأسه ليلة المعراج في السماء، هل رآه؟ أو لم يره؟ على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أن النبي ﷺ رأى ربه بعيني رأسه ليلة المعراج خاصة.
القول الثاني: أن النبي ﷺ لم ير ربه ليلة بعيني رأسه، وإنما رآه بعين قلبه.
القول الثالث: التوقف في المسألة.
فتكون الأقوال والمذاهب ثلاثة: القول الأول: أن النبي ﷺ رأى ربه ليلة المعراج في السماء بعينى رأسه، وهذا مروي عن ابن عباس ﵄ وأتباعه وهي رواية عن الإمام أحمد ﵀ واختار هذا القول النووى بشرح صحيح مسلم وأبو الحسن الأشعرى وأتباعه واختاره ابن خزيمة في كتاب التوحيد الإمام محمد بن إسحاق وابن خزيمة في كتاب التوحيد، واختاره أبو إسماعيل الهروي وكل هؤلاء رأوا أن النبي ﷺ رأى ربه بعيني رأسه ليلة المعراج.
1 / 125