158

Explanation of Al-Hafiz Abd al-Ghani al-Maqdisi's Creed

تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي

خپرندوی

غراس للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م

ژانرونه

وعليه فمعنى قول الله تعالى: ﴿لا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ﴾ أي: لا أعلم ما في ذاتك. وهكذا بقية النصوص التي ورد فيها هذا الإطلاق.
وكلام المصنف ﵀ هنا يحتمل أمرين:
الأول: أنَّه يعد النفس صفة مستقلة، مثل الرضا والغضب والمحبة والسخط. وهذا - كما قرر شيخ الإسلام - خطأ.
الثاني: ونأخذه من منهجه الذي هو بصدد الكلام عليه، وهو إثبات ما أثبته الله لنفسه وما أثبته له رسوله ﷺ، فيحتمل أن يكون مراده إطلاق ما أطلقه ﷿ في كتابه العزيز من أوصاف أو أخبار. وعلى هذا المعنى يكون كلامه مستقيمًا.
ووقع لابن خزيمة ﵀ نظير ما وقع للمصنف فقال:"فأول ما نبدأ به من ذكر صفات خالقنا جل وعلا في كتابنا هذا: ذكر نفسه جل ربنا أن تكون نفسه كنفس خلقه، وعز أن يكون عدمًا لا نفس له"١.
لكن كما قرر شيخ الإسلام وغيره من أهل العلم فليست النفس صفة مستقلة، والنصوص لا تدل على ذلك.
" النفْس " بإسكان الفاء، ويأتي في بعض الأحاديث النفَس بتحريكها مضافة إلى الله كما في قوله ﷺ:"إني أجد نفَس الرحمن من هاهنا"٢. والمراد بالنفَس هنا تنفيسه ﵎ على عباده، وما يترتب على ذلك من إعانة وتوفيق وسداد.

١ كتاب التوحيد " ١/١١"
٢ أخرجه البخاري في التاريخ الكبير " ٤/٧٠ "، والبزار " رقم ٣٧٠٢ "، والطبراني في الكبير " ٧/٥٢ "

1 / 164