121

Explanation of Al-Hafiz Abd al-Ghani al-Maqdisi's Creed

تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي

خپرندوی

غراس للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م

ژانرونه

المشايخ: مالك وسفيان وفضيل بن عياض وعيسى بن المبارك ووكيع: كانوا يقولون: إن النزول حق"١، كما أنَّه مخالف لطريقة مالك وطريقة السلف في الصفات عمومًا - ومنها النزول - من إمرارها كما جاءت وإثباتها لله على الوجه اللائق بجلاله وكماله.
" وقال الإمام إسحاق بن راهويه: قال لي الأمير عبد الله بن طاهر: يا أبا يعقوب هذا الحديث الذي ترويه عن رسول الله ﷺ: ينزل ربنا ﷿ كل ليلة إلى سماء الدنيا كيف ينزل؟ قال: قلت: أعز الله الأمير، لا يقال لأمر الرب ﷿ كيف. إنما ينزل بلا كيف "
" يا أبا يعقوب " يخاطب الإمام إسحاق بن راهويه.
" هذا الحديث الذي ترويه عن رسول الله ﷺ: ينزل ربنا ﷿ كل ليلة إلى سماء الدنيا كيف ينزل؟ " يسأل عن كيفية النزول.
" قال: قلت: أعز الله الأمير " لاحظ التلطف معه، ومخاطبته مخاطبة تناسب مقامه، فهو أحد الولاة، فخاطبه بهذه المخاطبة حتى يتقبل الحق ولا يتمسك بالباطل.
" لا يقال لأمر الرب ﷿ كيف " يعني أنَّ " كيف " لا تصلح في هذا المقام، فكما أنه ﵎ لا يقال في أفعاله: " لم "، فلا يقال في صفاته: " كيف ". فالتكييف في الصفات باطل، والسؤال عن الأفعال بـ " لم " باطل أيضًا. قال تعالى: ﴿لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ﴾ ٢.
وأهل السنة يسمون من يسأل عن أفعال الله بـ " لم ": لِمَ فَعَلَ كذا، ولِمَ لَمْ يفعل كذا باللمية، والذين يسألون عن الصفات بـ " كيف ": المكيفة. وكلٌّ

١ ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى " ٥/٥٦ "
٢ الآية ٢٣ من سورة الأنبياء.

1 / 126