154

Explanation of Al-Aqidah Al-Wasitiyah by Sheikh Al-Islam Ibn Taymiyyah

شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية

خپرندوی

دار ابن الجوزي،الدمام

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

١٤٢١هـ

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

ولا رب سواه. ومع ذلك فقد أمر العباد بطاعته، وطاعة رسوله، ونهاهم عن معصيته، وهو – سبحانه – يحب المتقين، والمحسنين، والمقسطين، ويرضى عن الذين آمنوا، وعملوا الصالحات، ولا يحب الكافرين، ولا يرضى عن القوم الفاسقين، ولا يأمر بالفحشاء، ولا يرضى لعباده الكفر، ولا يحب الفساد.
تضمنت هذه الدرجة مرتبتين من مراتب الإيمان بالقدر، وهما:
الأولى: مشيئة الله النافذة، "فأهل السنة متفقون على إثبات القدر، وأن الله على كل شيء قدير"١، و"أنه ما شاء الله كان، فوجب وجوده، وما لم يشأ لم يكن، فامتنع وجوده"٢، "فما شاء الله كان، وإن لم يشأ الناس، وما لم يشأ لم يكن، وإن شاء الناس، لا معقب لحكمه، ولا راد لأمره" ٣، وعلى هذا "اتفق المسلمون"٤، و"عليها إجماع الرسل من أولهم إلى آخرهم، وجميع الكتب المنزلة من عند الله، والفطرة التي فطر الله عليها خلقه، وأدلة العقول، والعيان"٥. والقرآن، والسنة مملوءان مما يدل على هذا.
الثانية: خلق – الله – تعالى لكل شيء، فمذهب أهل السنة والجماعة على "أن الله خالق كل شيء، وربه، ومليكه، وقد دخل في ذلك جميع الأعيان القائمة بأنفسها، وصفاتها القائمة بها من أفعال العباد، وغير

١ مجموع الفتاوى (٨/٤٢٩) .
٢ درء تعارض العقل والنقل (٩/١١٣) .
٣ مجموع الفتاوى (٨/٥٩) .
٤ المصدر السابق (٨/٢٠١) .
٥ شفاء العليل لابن القيم (ص: ٤٣) وقد أطال ﵀ – في ذكر الأدلة لهذه المرتبة.

1 / 159