123

Explanation of Al-Aqidah Al-Wasitiyah by Sheikh Al-Islam Ibn Taymiyyah

شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية

خپرندوی

دار ابن الجوزي،الدمام

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢١هـ

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

فالله – ﵎ – قد "ذكر عذاب القيامة، والبرزخ معًا في غير موضع، ذكره في قصة آل فرعون فقال: ﴿وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾ [غافر: ٤٥- ٤٦]، وقال في قصة نوح: ﴿مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًا﴾ [نوح: ٢٥] مع إخبار نوح لهم بالقيامة في قوله: ﴿وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الأَرْضِ نَبَاتًا ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا﴾ "١ [نوح: ١٧ – ١٨]، و"قال – تعالى – في الأنفال: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ﴾ [الأنفال ٥٠ – ٥١]، وهذا ذوق له بعد الموت"٢.
"وقد ثبت في الصحيحين من غير وجه أن النبي ﷺ لما أتى المشركين يوم بدر في القليب ناداهم: "يا فلان، يا فلان هل وجدتم ما وعد ربكم حقًا؟ فقد وجدت ما وعدني ربي حقًا"٣، وهذا دليل على وجودهم، وسماعهم، وأنهم وجدوا ما وعدوه بعد الموت من العذاب"٤.
وأحاديث عذاب القبر كثيرة متواترة٥، وسيأتي ذكر شيء منها.
والعذاب والنعيم الذي في القبر يكون "على النفس، والبدن جميعًا، باتفاق أهل السنة والجماعة، تنعم النفس، وتعذب منفردة عن البدن، وتعذب متصلة بالبدن، والبدن متصل بها، فيكون النعيم والعذاب عليهما في هذه الحال مجتمعين كما يكون للروح منفردة عن البدن.

١ مجموع الفتاوى (٤/٢٦٦) .
٢ المصدر السابق (٤/٢٦٧) .
٣ رواه البخاري (٣٩٧٦، ٣٩٨٠)، ومسلم (٢٨٧٣) .
٤ مجموع الفتاوى (٤/٢٦٧) .
٥ انظر: المصدر السابق (٤/٢٨٥) .

1 / 128