116

Explanation of Al-Aqidah Al-Wasitiyah by Sheikh Al-Islam Ibn Taymiyyah

شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية

خپرندوی

دار ابن الجوزي،الدمام

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢١هـ

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

وهذا يبين خطأ الأشاعرة١ حيث قالوا: "إن الله يرى من غير معاينة، ومواجهة"٢. وهو"قول انفردوا به دون سائر طوائف الأمة، وجمهور العقلاء، على أن فساد هذا معلوم بالضرورة.
فالأخبار المتواترة عن النبي ﷺ ترد عليهم كقوله في الأحاديث الصحيحة: " إنكم سترون ربكم كما ترون الشمس، والقمر لا تضارون في رؤيته" ٣. فشبه الرؤية بالرؤية، ولم يشبه المرئي بالمرئي، فإن الكاف حرف تشبيه دخل على الرؤية، وفي لفظ للبخاري: "يرونه عيانًا "٤، ومعلوم أنا نرى الشمس، والقمر عيانًا مواجهة، فيجب أن نراه كذلك.
وأما رؤية ما لا نعاين، ولا نواجه فهذه غير متصورة في العقل فضلًا عن أن تكون كرؤية الشمس والقمر، ولهذا صار حذاقهم إلى إنكار الرؤية، وقالوا: قولنا هو قول المعتزلة في الباطن، فإنهم فسروا الرؤية بزيادة انكشاف ونحو ذلك"٥.
وعلى كل حال: "فمن سمع النصوص علم بالاضطرار أن الرسول إنما أخبر برؤية المعاينة، وأيضًا فإن أدلة المعقول الصريحة تجوز هذه الرؤية"٦.
وأما تشبيه رؤية المؤمنين ربهم برؤيتهم للشمس أو القمر صحوًا ليس دونهما سحاب فلأنه "ليس في الموجودات المرئية في الدنيا أعظم من هذين، ولا يمكن أن يراهما الإنسان أكمل من الرؤية التي وصفها

١ درء تعارض العقل والنقل (٧/٢٣٩)، منهاج السنة النبوية (٣/٣٤٢) .
٢ مجموع الفتاوى (١٦/٨٤ – ٨٥)، وانظر: الأقوال المبتدعة في مسألة الرؤية ومناقشة الأشاعرة في قولهم: يرى بلا معاينة ولا مقابلة، في: بغية المرتاد (ص: ٤٧٢-٤٧٧)، (٥٢٨ – ٥٣١)، الاستقامة (٢/٩٦ – ١٠٣)، منهاج السنة النبوية (٢/٣٤٩–٣٦٧)، بيان تلبيس الجهمية (١/٣٦٠ – ٣٦٩)، (١ /٢ ٤٠ – ٤٠٤)، (٢/٣٩٤ – ٤٣١) .
٣ تقدم تخريجه (ص: ٩٣) .
٤ رواه البخاري (٧٤٣٥) .
٥ مجموع الفتاوى (١٦/٨٤ – ٨٥) .
٦ بيان تلبيس الجهمية (١/٣٦٧) .

1 / 121