112

Explanation of Al-Aqidah Al-Wasitiyah by Sheikh Al-Islam Ibn Taymiyyah

شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية

خپرندوی

دار ابن الجوزي،الدمام

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢١هـ

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

"وكان مقصود هؤلاء تحقيق أن كلام الله غير مخلوق، فوقعوا في إنكار أن يكون هذا القرآن كلام الله، ولم يهتدوا إلى أنه، وإن كان كلام الله، فهو كلام الله مبلغًا عنه، ليس هو كلامه مسموعًا منه، ولا يلزم إذا كانت أفعال العباد، وأصواتهم مخلوقة ليست هي كلام الله أن يكون الكلام الذي يقرؤونه بأفعالهم، وأصواتهم كلامهم، ويكون مخلوقًا ليس هو كلام الله"١.
ومما تجدر الإشارة إليه "أن أصل القول بالعبارة أن أبا محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب هو أول من قال في الإسلام: إن معنى القرآن كلام الله، وحروفه ليست كلام الله، فأخذ بنصف قول المعتزلة، ونصف قول أهل السنة والجماعة ... "٢. "وكان الناس قد تكلموا فيمن بلغ كلامه غيره هل يقال له: حكاية عنه أم لا؟ وأكثر المعتزلة قالوا: هو حكاية عنه، فقال ابن كلاب: القرآن العربي حكاية عن كلام الله، ليس بكلام الله، فجاء بعده أبو الحسن الأشعري، فسلك مسلكه في إثبات أكثر الصفات، وفي مسألة القرآن أيضًا، واستدرك عليه قوله: إن هذا حكاية، وقال: الحكاية إنما تكون مثل المحكي، فهذا يناسب قول المعتزلة، وإنما يناسب قولنا أن نقول: هو عبارة عن كلام الله؛ لأن الكلام ليس من جنس العبارة، فأنكر أهل السنة والجماعة عليهم عدة أمور"٣.
و"كلا القولين خطأ. فإن القرآن الذي نقرؤه فيه حروف مؤلفة، وفيه معان، فنحن نتكلم بالحروف بألسنتنا، ونعقل المعاني بقلوبنا، ونسبة المعاني القائمة بقلوبنا إلى المعنى القائم بذات الله كنسبة الحروف التي ننطق بها إلى الحروف المخلوقة عندكم.
فإن قلتم: إن هذا حكاية عن كلام الله لم يصح؛ لأن كلام الله معنى مجرد عندكم، وهذا فيه حروف ومعان.

١ الجواب الصحيح (٤/٣٣٦) .
٢ مجموع الفتاوى (١٢/٢٧٢)، وانظر أيضًا: التسعينية (٣/٩٦٧) .
٣ المصدر السابق.

1 / 117