Explanation of Al-‘Aqidah Al-Tahawiyyah
شرح العقيدة الطحاوية - خالد المصلح
ژانرونه
الفقهاء الذين اعتمد على مذهبهم في العقيدة الطحاوية
قال ﵀: [على مذهب فقهاء الملة أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي وأبي يوسف يعقوب بن إبراهيم] إلى آخر ما قال.
قوله ﵀: (على مذهب فقهاء الملة) أي: أن هذه العقيدة التي ألفها ﵀ وكتبها مستقاة مستفادة من أقوال فقهاء الملة؛ وسبب ذلك: أن من ذكرهم تميزوا عن غيرهم بالفقه من بين بقية العلوم، فـ أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد بن الحسن اشتهروا بين أهل العلم في القديم والحديث بالعناية بالفقه، والكتابة والتأصيل فيه، ولذلك ذكرهم بأخص ما اتصفوا به، وليس معنى هذا أنهم لا يتقنون إلا الفقه، فإنما أراد ﵀ بيان أخص ما تميزوا به عن غيرهم من العلماء.
وقوله: (الملة) .
الملة: هي الطريقة، والمقصود بالملة هنا: ملة النبي ﷺ، وهو ما يدين به صلى الله عليه وعلى آله وسلم وما جاء به من ملة إبراهيم ﵇، ومن هذا نعلم: أن أبرز ما يوصف به الإنسان أن يكون من علماء الملة؛ لأن العلماء ينقسمون إلى ثلاثة أقسام كما قال شيخنا محمد ﵀: - عالم ملة.
- وعالم أمة.
- وعالم دولة.
والذي ينبغي لطلبة العلم أن يسعوا لتحقيقه في أخلاقهم وأعمالهم أن يكونوا من علماء الملة الذين ينظرون إلى النصوص ويحكمونها في أقوالهم وعقائدهم وأعمالهم، ويدعون إليها ويعملون بها.
عالم الأمة: هو الذي ينظر إلى ما يشتهيه الناس وما يحبونه ويميلون إليه فيفتيهم بما يريدون وهذا مذموم؛ لأنه لا يدل الناس على الخير، إنما يدلهم ويجيبهم لما يحبون وما يشتهون.
ومثل هذا في السوء عالم الدولة: الذي ينظر إلى ما يشتهي أهل السلطة فيقول بقولهم.
والواجب على أهل الإيمان أن يكونوا من علماء الملة الذين ينظرون إلى قول الله وقول رسوله، ولا يقدمون عليهما لا شهوة الأمة ولا شهوة غيرهم بل يعملون بكتاب الله وسنة رسوله.
ذكر في هذه العقيدة ثلاثة علماء هم: أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي ﵀.
وأبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري.
وأبو عبد الله محمد بن الحسن الشيباني.
أما أبو حنيفة فهو الإمام المقدم في هذا المذهب والمسلك، وكانت وفاته عام خمسين ومائة، وهو من الفقهاء المحققين إلا أن بضاعته في الحديث قليلة ﵀.
تبعه صاحباه في كثير من أقواله، وخالفاه حتى أنهما اشتهرا وأصبح لهما قول يعدل بقوله، وقد يقول المذهب ما قالاه لا ما قاله أبو حنيفة وهما: أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري وكانت وفاته عام ثلاثة وثمانين ومائة.
وأبو عبد الله محمد بن حسن الشيباني وكانت وفاته سنة تسع وثمانين ومائة رضوان الله عليهم أجمعين.
1 / 8