223

Explanation of al-Aqeedah al-Waasitiyyah by al-Uthaymeen

شرح العقيدة الواسطية للعثيمين

خپرندوی

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

السادسة

د چاپ کال

١٤٢١ هـ

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

والإحسان قد يكون واجبًا، وقد يكون مستحبًا مندوبًا إليه، فما كان يتوقف عليه أداء الواجب، فهو واجب، وما كان زائدًا على ذلك فهو مستحب.
وبناء على ذلك، نقول: ﴿وأحسنوا﴾: فعل الأمر مستعمل في الواجب والمستحب.
والإحسان يكون في عبادة الله، ويكون في معاملة الخلق، فالإحسان في عبادة الله فسره النبي ﷺ حين سأله جبريل (١)، فقال: ما الإحسان؟ قال: "أن تعبد الله كأنك تراه". وهذا أكمل من الذي بعده، لأن الذي يعبد الله كأنه يراه عبادة طلب ورغبة، "فإن لم تكن تراه، فإنه يراك"، أي: فإن لم تصل إلى هذه الحال، فاعلم أنه يراك والذي يعبد الله على هذه المرتبة يعبده عبادة خوف وهرب، لأنه يخاف ممن يراه.
وأما الإحسان بالنسبة لمعاملة الخلق؟ فقيل في تفسيره: بذل الندى، وكف الأذى، وطلاقة الوجه.
بذل الندى: أي: المعروف، سواء كان ماليًا أو بدنيًا أم جاهيًا.
كف الأذى: أن لا تؤذي الناس بقولك ولا بفعلك.
وطلاقة الوجه: أن لا تكون عبوسًا عند الناس، لكن أحيانًا الإنسان يغضب ويعبس، فنقول: هذا لسبب، وقد يكون من

(١) رواه مسلم (٨) كتاب الإيمان/ باب بيان أركان الإيمان والإسلام، عن عمر بن الخطاب ﵁.

1 / 225