شرحا أبي العلاء والخطيب التبريزي على ديوان أبي تمام دراسة نحوية صرفية
شرحا أبي العلاء والخطيب التبريزي على ديوان أبي تمام دراسة نحوية صرفية
خپرندوی
رسالة ماجستير-كلية دار العلوم
د خپرونکي ځای
جامعة القاهرة
ژانرونه
فهو أنه عملية شكلية يتم فيها إلحاق أمر ما بآخر لما بينهما من شبه أو علة، فيعطي الملحق حكم ما ألحق به. ومن ثم فإن لهذه العملية أطرافا أربعة: المقيس، والمقيس عليه، والجامع بينهما، والحكم» (١).
ويتضح من النصوص التي تجمعت لدى الباحث أن مدلول القياس الذي يستند إليه أبو العلاء هو المدلول الثاني الشكلي، ومن هذه النصوص:
أـ قال أبوتمام:
يَومٌ أَفاضَ جَوًى أَغاضَ تَعَزِّيًا ... خاضَ الهَوى بَحرَي حِجاهُ المُزبِدِ [بحر الكامل]
«... «أغاض»: قليلة في الاستعمال؛ وإنما يقال: غاض الماءُ وغاضه غيره، ويجوز أن يكون الطائي سمع أغاض في شعر قديم، وإن لم يكن قد سُمِع فالقياس يطلقه» (٢).
ب - قال أبوتمام:
يَحميهِ لألاؤُهُ أَولَوذَعِيَّتُهُ ... مِن أَن يُذالَ بِمَن أَومِمَّنِ الرَّجُلُ [بحر البسيط]
«اللألاء: النور، والرواية «تحميه» بالتأنيث، والقياس يوجب أنه «لألاء» مثل زلزال، من لألأ الشيء، وتلألأ، وإذا قيل إنه مثل الزلزال فما يمتنع من كسر أوله مثل: القلقال والسلسال؛ مصدر قلقل، وسلسل، وذلك مطرد في هذا الباب، وإذا قيل إن: «اللألاء» مؤنثة؛ وجب أن يكون اشتقاقها من «اللأل»، كما قال:
دُرَّةٌ مِن عَقائِلِ البَحرِ بِكرٌ ... لَم تَنَلها مَثاقِبُ اللَّأَّال [بحر الخفيف] (٣)
فكأنها مبنية من اللأل ثم زيدت عليها الألف التي للتأنيث وبعدها الهمزة، وقولهم: «اللَّأَّال» كلمة شاذة، واشتقاق اللؤلؤ مثل اشتقاق اللألاء» (٤).
_________
(١) د. علي أبو المكارم: أصول التفكير النحوي، ص ٢٧، دار غريب ط١، ٢٠٠٦م
(٢) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ٤٦ب٩].
(٣) البيت لـ «عبيد الله بن قيس الرقيات»، ينظر ديوانه، ص ١١٢، [تحقيق وشرح: محمد يوسف نجم، دار صادر، بيروت].
(٤) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٣/ ١٥ب٣٠].
1 / 92