Explanation and Clarification on Tafsir al-Jalalayn - Part 1
التعليق والإيضاح على تفسير الجلالين - جـ ١
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢٠ م
ژانرونه
وقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (٦) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٧)﴾ [البقرة: ٦ - ٧]:
﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾: أي جحدوا الحقَّ، وأصلُ الكفر في اللغة: السَّتْرُ والتغطية (^١)، والجاحدُ ساترٌ لِما جحدَه.
وقوله: ﴿سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (٦)﴾: خبرٌ من الله عن أولئك الكفار بأنهم مُقيمون على الكفر في حالِ إنزالهم وعدمهم، لذلك كان إنذارُهم وعدمُه سواءٌ بالنسبة لإيمانهم. ثم أخبر - تعالى - عن سببِ إصرارهم على الكفر وعدمِ انتفاعِهم بالنذارة وهو الخَتمُ على قلوبِهم وسمعهم فلا يعقلون الآياتِ ولا يسمعونها سماعَ تدبُّرٍ.
﴿وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ﴾: غطاءٌ (^٢) يمنعهم من النظر في آيات الله نظرَ تفكُّرٍ واعتبارٍ. ﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٧)﴾: وهو عذابُ جهنم الذي يَصْلَونه يومَ القيامة.
﴿إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ كأبي جهلٍ وأبي لهبٍ ونحوهما ﴿سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتهمْ﴾ بتحقيقِ الهمزتينِ، وإبدالِ الثانية أَلِفًا وتسهيلها، وإدخالِ ألفٍ بين المسهلة والأخرى وتركه ﴿أَمْ لَمْ تُنْذِرهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ لعلمِ اللهِ منهم ذلك فلا تطمعْ في إيمانهم، والإنذارُ: إعلامٌ مع تخويفٍ (^٣). ﴿خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ﴾ طبعَ عليها واستوثقَ فلا يدخلُها خيرٌ ﴿وَعَلَى سَمْعِهِمْ﴾ أي:
(^١) ينظر: «مقاييس اللغة» (٥/ ١٩١). (^٢) ينظر: «المفردات» للراغب الأصبهاني (ص ٦٠٧). (^٣) ينظر: «تهذيب اللغة» (١٤/ ٣٠٤).
1 / 38