102

Explanation and Clarification on Tafsir al-Jalalayn - Part 1

التعليق والإيضاح على تفسير الجلالين - جـ ١

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢٠ م

ژانرونه

وقوله تعالى: ﴿يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (٤٠) وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (٤١) وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٤٢) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (٤٣) أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (٤٤) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (٤٥) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (٤٦)﴾ [البقرة: ٤٠ - ٤٦]. هذا خطابٌ من الله خاصٌ ببني إسرائيل بعد الخطاب العام لجميع الناس في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ …﴾ إلى آخر قصة آدم وإبليس. وإسرائيلُ: هو نبيُّ الله يعقوب بن إسحاق ﵉، وفي ذِكْر نَسبِهم إلى إسرائيلَ تنويهٌ بفضله وتحريضٌ لبَنِيه على الاستجابة لدعوة الرسول ﷺ؛ كما يقال: يا بني العبد الصالح، اقتدوا بأبيكم، واستقيموا (^١). والمقصودون بهذا الخطاب أهلُ الكتاب من اليهود والنصارى فإنهم بنو إسرائيل، واليهودُ أخصُّ بذلك؛ لأنهم الموجودون حولَ المدينة في عهد النبي ﷺ، والمقصود: تذكيرُهم بأسلافهم، وما جرى لهم أو عليهم من النِّعم والابتلاءات، وما جرى منهم من المخالفات في عهد موسى رسول الله إليهم وبعده، وامتنانٌ على المخاطَبين، ودعوةٌ لهم إلى شكر لله والإيمانِ بهذا الرسول، وتحذيرٌ لهم من الإصرار على التكبُّر والعصيان. ثم أمر اللهُ بني إسرائيل أن يؤمنوا بما أنزلَ اللهُ على محمَّدٍ ﷺ وهو القرآنُ، وهو مُصدِّقٌ لِمَا معهم من التوراة والإنجيل؛ أي: شاهدٌ بصدقهما، وينهاهم تعالى عن المبادرة إلى الكفر به، وذلك قوله: ﴿وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ﴾.

(^١) ينظر: «تفسير ابن كثير» (١/ ٢٤١).

1 / 106