176

Explaining the Tahawiyyah Creed - Safar al-Hawali

شرح العقيدة الطحاوية - سفر الحوالي

ژانرونه

قال بعض السلف: "لما قُرأت علي هذه الآية أو لما سمعت هذه الآية كاد قلبي أن ينصدع" فكثير من الناس يمر عليها ولا يبالي، مع أنها على وجازتها شملت الرد على كل هذه الطوائف، وعلى كل هذه ضلالات أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ [الطور:٣٥] فأي ملحد أو أي إنسان ينكر وجود الله ﷾ فإن هذا السؤال يوجه إليه بأسلوب القرآن لا بأساليب الفلاسفة ولا المتكلمين وإنما يقال له: أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ [الطور:٣٥] هؤلاء البشر وهذه الأجرام وهذا الكون كله، هل خلق من غير خالق؟ لا يمكن ذلك، أم هو الخالق؟
أيضًا لا يمكن ذلك، إذًا النتيجة أنه مخلوق وأن الخالق هو الله ﷾ فنقول: هذه الآية تدل على نفي أن يكون غير الله ﷾ يشارك الله في أنه لا بداية لوجوده وأنه هو الأول، فالأول من أسمائه سبحانه تعالى، وهو بدلًا من قوله هنا قديم.
وسيأتي كلام المصنف في معنى القديم وإطلاقه على الله ﷾؛ لكن يريد المصنف أن يقول: الشاهد من مثل هذه الآية ومثل هذا الحديث أننا نعرف أن المتكلمين ما يأتون به من طرق ومن مقدمات عقلية.
فالحق والصواب من هذه المقدمات قد جاء به الكتاب والسنة في أوجز عبارة وأبلغها فبدلًا من قولهم -وهو كلام غايته حق- إن هذا الموجود ممكن والممكن مفتقر إلى واجب وجود، والواجب الوجود لا أول له، فبدلًا من هذه المصطلحات جاء القرآن بما هو أوجز منه وأفضل.
لا مانع من استخدام الأدلة النظرية للتفكر والتأمل

1 / 176