Explaining the Tahawiyyah Creed - Safar al-Hawali

Safar al-Hawali d. Unknown
120

Explaining the Tahawiyyah Creed - Safar al-Hawali

شرح العقيدة الطحاوية - سفر الحوالي

ژانرونه

وإنما هو كما قال الله ﵎: فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّه [البقرة:٧٩] . وفي موضع آخر تقول التوراة المحرفة: (إن الله ﷾ نزل من السماء، وتصارع هو ويعقوب طول الليل إِلَى الفجر، وفي الصباح يرى يعقوب هذا الذي صارعه، وإذا به الرب، ويقول: أأنت الرب الذي كنت تصارعني طول الليل؟) . ومما فيه أيضًا: أن موسى ﵇ قال للرب ﵎ لما أن غضب عَلَى بني إسرائيل وعاقبهم: يارب ارجع عن حموّ غضبك، واندم عَلَى ما فعلت بشعبك قَالَ: فندم الرب عَلَى ما فعل بشعبه. وقد بين الله ﷾ لنا جانبًا من تشبيه اليهود حينما قال ﷾: وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ [المائدة:٦٤] وقوله ﷾: لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ [آل عمران:١٨١] . فتشبيه الخالق بالمخلوقين إنما أصله من اليهود، والذين نفوا صفات الله ﷿ التي في القُرْآن أو في السنة -بزعمهم-، وَقَالُوا: ننفي التشبيه عن الله، قد شبهوا القُرْآن بالتوراة المحرفة التي كتبها الأحبار والرهبان بأيديهم، وغيروا فيها وبدلوا. ولم يُنَزِّل الله ﷾ في أي كتاب من كتبه ما فيه تشبيه له بخلقه ﷾. بل أعظم الحقائق التي يبينها الله ﵎ في كتبه هي ما يتعلق به وبمعرفته، وما يستحقه من الأسماء الحسنى والصفات العليا، وبما يجب له من حقٍ عَلَى العباد وهو توحيده ﷾، وإفراده وحده دون أحد سواه.

1 / 120