230

Excellence of the Lord of Creation in Explaining the Brilliant Pearls

فضل رب البرية في شرح الدرر البهية

ژانرونه

وأما حديث: «إذا انتصف شعبان فلا تصوموا» (١)، فهو حديث ضعيف أعلّه غير واحد من أهل العلم، وحكم عليه الإمام أحمد بالنكارة، وكان عبد الرحمن ابن مهدي لا يحدث به عمدًا.
فهذا يدل على أنهم كانوا يستنكرون هذا الحديث ولا يقبلونه، لأنه مخالف لأحاديث أقوى منه وأصح في جواز الصيام بعد النصف من شعبان.
ويخالفه أن النبي ﷺ كان يصوم شعبان إلا قليلًا كما قالت عائشة ﵂ كما تقدم معنا.
قال المؤلف ﵀: (باب الاعتكاف)
الاعتكاف لغة، هو لزوم الشيء.
وفي الشرع، اللُّبث في المسجد على صفة مخصوصة بنية.
أي، بنية التعبد.
قال ﵀: (يشرع - ويَصِحُّ - في كلِّ وقتٍ في المساجد)
لا خلاف بين علماء الإسلام في مشروعية الاعتكاف، وقد ذُكر في كتاب الله ﵎، فقال جل في علاه: ﴿ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد﴾.
وصحَّ عنه ﷺ في أحاديث كثيرة أنه اعتكف، منها ما هو في «الصحيحين».
وأجمع المسلمون على مشروعيته (٢)، ولم يصحَّ في فضيلة الاعتكاف شيء.
وقد سئل الإمام أحمد ﵀ هل تعلم في فضل الاعتكاف شيئًا صحيحًا؟
فقال: «... لا إلًا شيئًا ضعيفًا (٣)، ونفى أن يَعلم في فضله شيئًا صحيحًا.
(ويصحّ) الاعتكاف (في كل وقت)، لأنه ورد ما يدل على مشروعيته، ولم يأت ما يدل على تخصيصه بوقت معين دون وقت.

(١) أخرجه أحمد (٩٧٠٧)، وأبو داود (٢٣٣٧)، والترمذي (٧٣٨).
(٢) انظر «الإجماع» (ص ٥٠) لابن المنذر.
(٣) انظر «مسائل الإمام أحمد رواية أبي داود السجستاني» (ص ١٣٧).

1 / 230