225

Excellence of the Lord of Creation in Explaining the Brilliant Pearls

فضل رب البرية في شرح الدرر البهية

ژانرونه

والعمدة في ذلك على ما ذكرته عائشة ﵂ وهو في «صحيح مسلم»، قالت: «ما رأيت رسول الله ﷺ صائمًا في العشر قط» (١)، وفي رواية: «لم يصم العشر» هذا ما ذكرته ﵂ وهذا هو المعتمد في ذلك.
لكن صيام هذه الأيام داخل في العمل الصالح الذي قال فيه النبي ﷺ: «ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام» - يعني أيام العشر-، قالوا يا رسول الله: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: «ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء» (٢).
فيجوز صيام هذه الأيام على أنّ الصيام من العمل الصالح، ومن أراد أن يعمل عملًا آخر غير الصيام ويكتفي به عن الصيام فله ذلك، والأفضل للإنسان في مثل هذه الحالات أن يُرّكز على العمل الذي يجد من نفسه نشاطًا فيه ويتمكن من الإكثار منه في هذه الأيام.
قال ﵀: (ومُحَرَّم)
أي، ويستحب صيام محرم - وهو شهر الله المحرم -، لحديث أبي هريرة عند مسلم: «أن النبي ﷺ سُئل: أي الصيام أفضل بعد شهر رمضان؟ قال: «صيام شهر الله المحرم» (٣).
وآكده يوم عاشوراء، فيُستحب صيام يوم عاشوراء.
ويوم عرفة لقوله ﷺ: «صوم يوم عرفة يُكفر سنتين، ماضية ومستقبلة وصوم عاشوراء يكفر سنة ماضية» (٤).
يدل هذا على استحباب صيام هذين اليومين - يوم عرفة التاسع من ذي الحجة، ويوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من محرم-.
ويستحب أن يصام اليوم التاسع من المحرم مع اليوم العاشر، مخالفة لليهود، لقوله ﷺ: «لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع»، وذلك أنه حين صام رسول الله ﷺ عاشوراء وأمر

(١) أخرجه مسلم (١١٧٦).
(٢) أخرجه البخاري (٩٦٩).
(٣) أخرجه مسلم (١١٦٣).
(٤) أخرجه مسلم (١١٦٢).

1 / 225