140

Evangelization and Colonialism in the Arab Countries: An Account of Missionary Efforts Aimed at Subjugating the East to Western Colonialism

التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي

خپرندوی

المكتبة العصرية-صيدا

د ایډیشن شمېره

الخامسة

د چاپ کال

١٩٧٣

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

السياسة. تلك هي مذبحة القديس (بارثليميو) التي نفذت ليلة عيد هذا القديس (في ٢٣ آب ١٥٧٢) وذهب في نارها ألفان من الهوغونت (١) البروتستانت في باريس وحدها ونحو عشرة آلاف آخرون في فرنسا خارج باريس (٢).
ويرى المبشر الأمريكي (هنري هاريس جسب) هذه الفتنة إعلانًا ناجحًا، فلقد «اِضْطَرَبَتْ لَهَا أُورُوبَا وَأَمَرِيكَا، وَأَصْبَحَ لُبْنَانُ بِهَا مَعْرُوفًا فِي العَالَمِ الغَرْبِيِّ فَأَمْكَنَ أَنْ تُجْمَعَ الإِعَانَاتُ بِاسْمِهِ وَالتَّبْشِيرِ فِيهِ» (٣).
أما (يوليوس رشتر) الألماني فقد أجرى في أول الأمر الدموع على خديه وقال: «إِنَّ هَذِهِ المَذْبَحَةَ الجَدِيدَةَ قَدْ أَثَارَتْ رَحْمَةً قَوِيَّةً فِي العَالَمِ المَسِيحِيِّ». ولكنه يعود فيمسح هذه الدموع من وجهه وعينيه ليتبدل بها ابتسامة اطمئنان ويقول: «وَعَنْ هَذِهِ الطَّرِيقِ بَدَأَ فِي عَامِ ١٨٦٠ فَصْلٌ جَدِيدٌ فِي تَارِيخِ الجُهُودِ البْرُوتِسْتَانْتِيَّةِ فِي الشَّرْقِ الأَدْنَى» (٤).
ولم يحدث قبل مذابح الأرمن عام ١٨٩٥ و١٨٩٦ حادث حفز الإرساليات البروتستانتية المختلفة إلى التكاتف في سبيل تنصير هذا القسم من العالم كحادث سنة ١٨٦٠. لقد كان هذا الحادث فريدًا إلى درجة أن المبشرين والرهبان لم يكتفوا بأن أثاروه ثم وقفوا يتفرجون به، بل إن منهم من اشترك فيه، فإن الراهب اليسوعي (فرديناندو بوناشيتا) قتل عام ١٨٦٠ في اضطرابات مدينة زحلة بعد أن قتل سبعة من الدروز (٥).
ويختلف المبشرون في نسبة التبعة إلى المقاتلين. إن (رشتر) مثلًا يرى أن الذنب كان على الموارنة: «لَقَدْ كَانَ المَوَارِنَةُ مَرَّةً ثَانِيَةً مُخْطِئِينَ فَعَلَى الرَّغْمِ مِنَ الهَزَائِمِ التِي مُنُوا بِهَا فِي عَامِ ١٨٤٢ و١٨٤٥، فَإِنَّهُمْ ظَلُّوا تَوَّاقِينَ إِلَى إِذْلاَلِ جِيرَانِهِمْ. وَمِنْ غَيْرِ سَبَبٍ سَقَطَ المَوَارِنَةُ عَامَ ١٨٦٠ عَلَى بِضْعِ قُرَى دُرْزِيَّةٍ. وَلَكِنَّ الدُّرُوزَ نَهَضُوا إِلَيْهِمْ نَهْضَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ» (٦).
أما (دانيال بلس) فيرى أن التبعة تقع على أكتاف المسلمين، قال (٧): «وَلَقَدْ بَقِينَا حِينًا (بَعْدَ الفِتْنَةِ) نَخْشَى هُجُومًا عَلَى مَدِينَةِ بَيْرُوتْ، إِذْ قِيلَ إِنَّ اتِّفَاقًا عُقِدَ بَيْنَ دُرُوزِ الجَبَلِ وَبَيْنَ قِسْمٍ مِنَ النَّوْعِ السَّافِلِ فِي المُسْلِمِينَ لمُهَاجَمَةِ المَدِينَةِ فِي لَيْلَةٍ مَا ... ثُمَّ إِنَّ جَمِيعَ السُّكَّانِ

(١) Huguenots
(٢) A General Hist. of Europe، by Robinson، breasted and Smith، Boston Etc. ١٩٢١. p. ٣٣٦
(٣) Jessup ٢١٥
(٤) Richter ٢٠١ ff
(٥) Les Jésuites en Syrie ١٢: ١٧، ١٨
(٦) Richter ١٩٨
(٧) Bliss ١٥٣، ١٥٤

1 / 142