على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي في تلخيصه. وروى أبو بكر الآجري في كتاب الشريعة عن ابن عباس ﵄ في هذه الآية قال: يعني أنه سيدركه أناس من أهل الكتاب حين يبعث عيسى فيؤمنون به. وروى ابن مردويه عن أبي هريرة ﵁ أنه قال في هذه الآية نحو قول ابن عباس ﵄.
وهذا القول هو الصحيح في تفسير الآية، وقد اختاره ابن جرير وابن كثير، وبه يقول أبو مالك والحسن وقتادة وعبدالرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهم. قال الحسن: والله إنه لحي الآن عند الله، ولكن إذا نزل آمنوا به أجمعون. رواه ابن جرير.
وأما قول من قال من المفسرين: إن الضمير في قوله: ﴿قبل موته﴾ يعود إلى الكتابي. فليس فيه معارضة لما تقدم فقد يؤمن كل كتابي عند احتضاره بأن عيسى عبد الله ورسوله، ولكن لا ينفعه إيمانه في هذه الحالة، وأما الذين يؤمنون به بعد نزوله في آخر الزمان فإن إيمانهم به ينفعهم، والله أعلم (١).
الآية الثانية: قوله تعالى: ﴿وإنه لعلم للساعة﴾ وقرأ ابن عباس وأبو هريرة وقتادة والأعمش: ﴿وإنه لعَلَم للساعة﴾ بفتح العين واللام أي أمارة وعلامة على اقتراب الساعة، قال ابن عباس ﵄ في قوله: ﴿وإنه لعلم للساعة﴾