الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ضوء الكتاب والسنة

Suleiman Al-Huqail d. Unknown
100

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ضوء الكتاب والسنة

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ضوء الكتاب والسنة

خپرندوی

-

د ایډیشن شمېره

الرابعة

د چاپ کال

١٤١٧هـ - ١٩٩٦م

ژانرونه

لغير الظالم، ثم الجدال بما ليس أحسن للظالم، فالمراتب إذن أربع. قال الله تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [النحل: ١٢٥] (١) وقال تعالى: ﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ﴾ [العنكبوت: ٤٦] (٢) . إن الحكمة إتقان الأمور وإحكامها بأن تنزل الأمور منازلها وتوضع في مواضعها، ليس من الحكمة أن تتعجل وتريد من الناس أن ينقلبوا من حالهم التي هم عليها إلى الحال التي كان عليها الصحابة بين عشية وضحاها، ومن أراد ذلك فهو سفيه في عقله بعيد عن الحكمة؛ لأن حكمة الله ﷿ تأبى أن يكون هذا الأمر، ويدلك هذا أن محمدا رسول الله ﷺ وهو الذي ينزل عليه الكتاب نزل عليه الشرع متدرجا، حتى استقر في النفوس وكمل. فرضت الصلاة في المعراج قبل الهجرة بثلاث سنوات، وقيل سنة ونصف، وقيل خمس سنين، على خلاف بين العلماء في هذا. . ومع هذا لم تفرض على وضعها الآن، أول ما فرضت كانت ركعتين للظهر والعصر والعشاء والفجر، وكان المغرب ثلاثا لأجل أن تكون وترا للنهار، وبعد الهجرة وبعد أن أمضى رسول الله ﷺ، ثلاث عشرة سنة في مكة،

(١) سورة النحل الآية ١٢٥. (٢) سورة العنكبوت، الآية ٤٦.

1 / 111