تتجمع فيه بقايا الطعام وتتكون فيه الميكروبات، وفي حلق العانة حكمة عظيمة فتركها يسبب حكة في الجلد ... مما يولد بعض الأمراض الجلدية.
وفي إعفاء اللحية حكمة عظيمة أيضًا ... فهي بالإضافة إلى أنها تورث المسلم جلالًا ووقارًا وهيبة وجمالًا إلا أن لها فوائد أخرى منها:
١ - أن إمرار آلة الحلق على الذقن والخدين يضر بالبصر.
٢ - أن اللحية تمنع الجراثيم الضارة، وتمنعها من الوصول إلى ظاهر الحلق والصدر.
٣ - تحمي لثة الإنسان من العوارض الطبيعية فهي لها وقاء منها.
٤ - أن هذا الشعر تجري فيه مفرزات دهنية من الجسد يلين بها الجلد ويبقى نضرًا فيه حيوية الحياة وطراوتها.
٥ - إن اللحية والمادة المنوية، بينهما ارتباط باطني، فالرجولية تقوى بإعفاء اللحية، قال بعض الأطباء: لو اعتاد الناس حلق اللحية نسلًا بعد نسل ينتج من ذلك أن يولد الرجال في النسل الثامن من غير لحية، فالرجولية تقل شيئًا فشيئًا، ويظهر أثر ذلك بعد هذه المدة ... (١).
٥ - الأمر بالفرار من المجذوم: ولقد أمر الإسلام بالتحرز والوقاية من الأمراض المعدية ... ففي الصحيحين عن أبي هريرة ﵁ قال: "قال رسول الله ﷺ: "لا يوردن ممرضٌ على مصحٍ" (٢)، وأيضًا ورد عن عمرو بن الشريد عن أبيه ﵁ قال: كان في وفد ثقيف رجل مجذوم فأرسل إليه النبي ﷺ "إنا قد بايعناك فارجع" (٣)، وروى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة ﵁، عن النبي ﷺ أنه قال: "لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر، وفر من المجذوم كما تفر من الأسد" (٤)، وكل هذا الذي أرشدنا إليه النبي ﷺ هو ما يسمى في لغة العصر الحديث (بالحجر الصحي)، ويقوم مفهوم الحجر الصحي وماهيته، على منع انتقال الداء من المريض
(١) موسوعة الحقوق الإسلامية صـ ٢٩٠، ٢٩١.
(٢) البخاري (٥٧٧١).
(٣) مسلم (٢٢٣١).
(٤) البخاري (٥٧٠٧).