220

Encyclopedia of the Virtues of Islam and Refutation of the Slanders

موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام

خپرندوی

دار إيلاف الدولية للنشر والتوزيع (دار وقفية دعوية)

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

ژانرونه

الخلق معها كف الأذى عنها؛ بل احتمال الأذى منها، والحلم عند طيشها وغضبها، اقتداء برسول الله ﷺ، فقد كانت أزواجه تراجعنه في الكلام، وتهجره الواحدة منهن يومًا إلى الليل (١)، وقال ﷺ لجابر بن عبد الله حين تزوج ثيبا: "فهلا بكرًا تلاعبها وتلاعبك" (٢).
ومن حسن المعاشرة: التحدث مع الزوجة، فعن عائشة ﵂: "أن النبي ﷺ كان إذا صلى سنة الفجر؛ فإن كنت مستيقظة حدثني، وإلا اضطجع حتى يؤذن بالصلاة، وقوله تعالى ﴿قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾ يؤخذ منه: أن لا يتركها على الاعوجاج إذا تعدت ما طبعت عليه من النقص إلى تعاطي المعصية بمباشرتها، أوترك الواجب، وإنما المراد أن يتركها على اعوجاجها في الأمور المباحة (٣).
ومن حسن المعاشرة: عدم ترجيح إحدى الزوجات على الأخرى ظلما وعدوانا: قال الله تعالى ﴿وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ (النساء: ١٢٩).
وقال ﷺ: "من كانت عنده امرأتان فلم يعدل بينهما؛ جاء يوم القيامة وشقه ساقط" (٤)، وفي رواية: "من كانت له امرأتان فمال إلى أحدهما؛ جاء يوم القيامة وشقه مائل"، وفي رواية: "من كانت له امرأتان يميل إلى أحدهما على الأخرى؛ جاء يوم القيامة وأحد شقيه مائل" (٥).
والمراد بقوله: "فمال" وقوله: "يميل" الميل بظاهره، بأن يرجح إحداهما في الأمور الظاهرة التي حرم الشارع الترجيح فيها، لا الميل القلبي، وروى مسلم وغيره: "إن المقسطين عند الله على منابر من نور على يمين الرحمن وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم

(١) إحياء علوم الدين (٢/ ٦٨).
(٢) البخاري (٥٣٦٧)، ومسلم (٧١٥).
(٣) الفتح (٩/ ١٦٣).
(٤) الترمذي (١١٤١) وابن ماجه (١٩٥٩)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٦٥١٥).
(٥) ابن ماجه (١٩٦٩)، وابن حبان (٤٢٠٧)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب (١٩٤٩).

1 / 220